فرح الشعب التركي لان اردوغان على مايبدو يمثل ارادتهم بالاساليب الديمقراطية ولهذا السبب لا تريد اميركا والغرب اي أنظمة ديمقراطية حقيقية في المنطقة العربية والإسلامية الغنية بالثروات وانما تريدها شكلية بمحاصصات طائفية وعرقية تستطيع بها فرض ممثلي الاقليات التابعة لهم ومرتزقتهم ليوقعوا معها اتفاقيات تقوم بحمايتهم بالقواعد العسكرية التي ترفضها الشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالها . المفروض الديمقراطية الحقيقية تمثل إرادة الأغلبية واميركا والغرب الاستعماري يريد فرض ممثليهم من الاقليات ليقوموا بحكم البلد عن طريق سفرائهم وقواعدهم بحجة حمايتهم مثلما تحمي اميركا مرتزقتها في كردستان والخضراء بخمس قواعد عسكرية في العراق. اما موضوع دجلة والفرات فهي ايضا مشاريع استعمارية اقترحتها اميركا وحلف الناتو على تركيا منذ الستينات عن طريق شركة EBSCo الاستشارية العملاقة وقامت بتقديم قروض وتسهيلات فنية وتكنولوجية بالمليارات لهم بفوائد كبيرة لتتحكم مستقبلا بتشغيل هذه المشاريع ويتم تسديد القروض من عائدات زراعة مليون واربعمائة هكتار من الاراضي في منابع النهرين بمنتجات زراعية تدعى ( cash products ) اي تحويل مياه النهرين الى مليارات جراء تصدير هذه المنتجات وكذلك تقوم شركات مثل ( Nestlé ) وغيرها بتعبئة المياه العذبة من السدود في قناني بلاستيكية وتوريدها لكل انحاء العالم وتجني المليارات منها. هذه قروض لا تستطيع تركيا تسديدها وحدها فالمشاريع اصبحت( مساطحة) للتسديد منذ سبعينات القرن الماضي. لذلك لا يستطيع اردوغان او غيره الوقوف بوجه حقوق الشركات التي نفذت هذه المشاريع العملاقة الألمانية والنمساوية والفرنسية والأمريكية وغيرها. وبالرغم من أن اميركا مشتركة بالتآمر على مياه النهرين اعطتها الحكومة العراقية عام 2014- 2015 خمس مليارات دولار لوضع استراتيجية المياه في العراق. فماذا اقترحت اميركا في الاستراتيجية العراقية ؟؟ ان يتقبل العراق واقع ان لا تزيد تركيا وايران الحصص المائية الحالية!! والتي تمثل 20% فقط من الوارد المائي للنهرين قبل إنشاء سدود تركيا وايران. كذلك اقترحت الاستراتيجية لإدارة المياه في العراق قيام العراق بتحلية مياه البحر ومرتجعات مياه المبازل الزراعية لاستخدامها في الاهوار!! والشعب العراقي يدبر حاله بصرف 175 مليار دولار شراء تقنيات حديثة من اميركا والغرب لتجاوز محنة المياه والمتوقع جفاف النهرين بهذه الخطة الاستراتيجية. تركيا جزء ضعيف من حلف الناتو تنفذ اجنداته شئنا ام أبينا وبكل الاحوال فوز أردوغان لن يغير من سياستها تجاه العرب كما يتوقع البعض لانهم مسلمين لانها مستعدة للتضحية بعلاقاتها مع الدول العربية وفق الارادة الغربية لضمان عدم قيام اميركا والغرب بتأييد ودعم الاكراد لفصل مناطق جنوب غرب الاناضول ذات الاغلبية الكردية والغنية بالموارد عن تركيا كما فعلوا بالعراق وسوريا . مع احترامي لوجهة نظر الجميع.