قبل وفاتي الثانية.. وقبل نهاية السنة الماضية.. استيقظ العالم على هول الصاعقة.. على صوت صفارات الإنذار.. تغزو أرجاء المدينة.. استيقظت بدوري على انهيار المآذن وسقوط الحامية.. على وقع القيل والقال.. بطلتها جهات حاكمة نافذة.. عفوا جهات مخادعة.. للإنسانية ناكرة.. للمكتسبات ضاربة.. يا لها من كارثة.. ظننتها مزحة تافهة.. ستمضي في دقائق أو ثانية.. قصصا تحكى للأطفال.. كي تنام على الساعة السادسة.. أو حديث فيلسوف في جدال مع الآلهة.. حوارات أتعبت الساكنة.. جوازات مرور فرضتها أنظمة فاسدة.. ظننتها أفلاما هوليودية.. تعرض لأول مرة في شوارع العاصمة.. إلا أنها كوابيس.. غيرت مجرى الأنظمة.. جعلت المحكومين في المراجيح.. وجعلت من الحكام ملاعين..
ظننت أن الله وحده من يميت.. ومن يحيي العظام.. وأن الله وحده من يدري ما في قلوب العباد.. من أجل ذلك، قدمنا القرابين.. كي يموت الطغيان فينا.. صلينا صلواتنا على رسل وأنبياء.. لم نكن نعرفها.. لا لشيء، إلا.. ليبقى نبل الإنسان.. شامخا.. فينا.. حينما قدمنا الولاء.. وقدسنا الكتب السماوية.. ووضعنا شموعا ملونة.. تنير مملكة الأولياء.. لم نكن بذلك أغبياء.. بل لكي لا تنهض الموتى وتقوم ثورة الجياع.. بكل لغات العالم.. هتفنا.. “فلتحيى مساعينا”.. و”لتدم أسامينا”.. غنينا للانجازات.. حتى ولو لم تكن بحجم الأحلام.. احتفلنا بالأعياد.. قرأنا فيها السلم والسلام.. صفقنا بأيدينا للمعاهدات.. فرحنا كثيرا للتحالفات.. صبرنا.. اعتقدنا أن كل واحد فينا.. سيصبح سيدا في البلاد.. لم نكن نعلم حينها.. أننا مجرد أسرى.. وهم سر البلاء.. تبا للغباء.. أصبحنا في قبضة الجبناء.. قتلوا أحلامنا.. شردوا أهالينا.. أكلوا رغيف عشائنا.. ووهبوا أراضينا لغيرنا.. بلا استئذان.. أصبحنا بلا كرامة.. بلا أوطان.. بلا اسم.. بلا عنوان.. ما أغبانا.. من شعوب.. نعبد آلهة لا ترى ولا تسمع.. ماتت براءتها منذ أزمان.. حكومات لئيمة حرباء.. تنكرت للوعود وللشهداء.. وقفت في وجه الشعب بالمرصاد.. أشعرت السلاح في وجه الأسياد.. نسيت أن دورها يكمن في مناهضة الفساد.. “وزراء.. من فصيلة النبلاء.. اعتادت الرفاهية والرخاء.. جنرالات “نسيت” أن مهمتها.. تكمن في حمل السلاح.. في الشدائد “تبدو نعامة”.. وفي اللهو تبدو في غاية الانبساط.. كائنات تهوى تعذيبي.. الذنب كل الذنب.. أنني رفضت الامتثال للبعير.. تصفحت صفحات التاريخ.. أبحث عن حقيقة.. اسمها الضياع.. مآلها الاغتراب.. أو الانصياع.. أحلاهما أوزار ومرار.. مخرجها ذئاب.. منفذها ضباع.. هي مزرعة عنوانها الصعاب.. أبحث عن مبرر.. علي أغفر به هفوات السلطان.. ما أقسى أن يصيب السرطان الأبدان.. والسيادة تحت وطأة الأنذال.. وجدت نفسي ككل مرة.. أشكوك للآلهة وللشيطان.. من أجل عينيك عاودت قراءة قصة آل عمران.. وآمنت بقضية اسمها أرض كنعان.. بالضبط كما ذكر في القرآن.. وأمر به أبوك منذ أعوام.. وجدت في الأمر قمة النضال والإصرار.. كنت أراك في غاية الوفاء والإخلاص.. لم أكن أعلم حينها أن في الدنيا مثلك.. كثيرا من الأشرار.. وفي غدرك ما يكفي من أضرار.. هكذا ” ضللتني “.. هكذا ” ظلمتني “.. حتى أصبحت أرضي تحت نير الاستعمار.. هكذا “خسرتني”.. هكذا “استحمرتني”.. حتى أصبحت فوهة بركان.. تبا للنسيان.. أصبح الوطن معك “نكبة”.. وأصبحنا فيه “نكتة”.. سوف تحكيها الأجيال للأجيال.. ظننتك ملاذا.. زعموا أنك ملاكا.. أتانا من هناك.. يا من فاحت رائحته.. حتى اخترق العهر السماء.. يا من “ازدهرت ثروته.. كلما جاعت العباد”.. ترفق.. لا تحاول النيل مني.. فتهزم.. ولا تحاول تحطيم معبدي.. فتندم.. فالرهان رهاني.. والعناد يعرفني.. والأعداء تسجد لي.. والبنادق تحملها الأشاوس.. مثلي.. دفاعا عن الأوطان.. أما أنت يا حجاج.. فقد سقط عنك القناع والوقار.. وداست كرامتك الأنذال والأقدام.. دامت لك الأغنام والأنغام..دامت لك الأوتار والأوكار.. دمت نادما على الأوضاع.. دمت باكيا على الأطلال..
معانات ليست للنشر..
قبل وفاتي الثانية.. وقبل نهاية السنة الماضية.. استيقظ العالم على هول الصاعقة.. على صوت صفارات الإنذار.. تغزو أرجاء المدينة.. استيقظت بدوري على انهيار المآذن وسقوط الحامية.. على وقع القيل والقال.. بطلتها جهات حاكمة نافذة.. عفوا جهات مخادعة.. للإنسانية ناكرة.. للمكتسبات ضاربة.. يا لها من كارثة.. ظننتها مزحة تافهة.. ستمضي في دقائق أو ثانية.. قصصا تحكى للأطفال.. كي تنام على الساعة السادسة.. أو حديث فيلسوف في جدال مع الآلهة.. حوارات أتعبت الساكنة.. جوازات مرور فرضتها أنظمة فاسدة.. ظننتها أفلاما هوليودية.. تعرض لأول مرة في شوارع العاصمة.. إلا أنها كوابيس.. غيرت مجرى الأنظمة.. جعلت المحكومين في المراجيح.. وجعلت من الحكام ملاعين..
ظننت أن الله وحده من يميت.. ومن يحيي العظام.. وأن الله وحده من يدري ما في قلوب العباد.. من أجل ذلك، قدمنا القرابين.. كي يموت الطغيان فينا.. صلينا صلواتنا على رسل وأنبياء.. لم نكن نعرفها.. لا لشيء، إلا.. ليبقى نبل الإنسان.. شامخا.. فينا.. حينما قدمنا الولاء.. وقدسنا الكتب السماوية.. ووضعنا شموعا ملونة.. تنير مملكة الأولياء.. لم نكن بذلك أغبياء.. بل لكي لا تنهض الموتى وتقوم ثورة الجياع.. بكل لغات العالم.. هتفنا.. “فلتحيى مساعينا”.. و”لتدم أسامينا”.. غنينا للانجازات.. حتى ولو لم تكن بحجم الأحلام.. احتفلنا بالأعياد.. قرأنا فيها السلم والسلام.. صفقنا بأيدينا للمعاهدات.. فرحنا كثيرا للتحالفات.. صبرنا.. اعتقدنا أن كل واحد فينا.. سيصبح سيدا في البلاد.. لم نكن نعلم حينها.. أننا مجرد أسرى.. وهم سر البلاء.. تبا للغباء.. أصبحنا في قبضة الجبناء.. قتلوا أحلامنا.. شردوا أهالينا.. أكلوا رغيف عشائنا.. ووهبوا أراضينا لغيرنا.. بلا استئذان.. أصبحنا بلا كرامة.. بلا أوطان.. بلا اسم.. بلا عنوان.. ما أغبانا.. من شعوب.. نعبد آلهة لا ترى ولا تسمع.. ماتت براءتها منذ أزمان.. حكومات لئيمة حرباء.. تنكرت للوعود وللشهداء.. وقفت في وجه الشعب بالمرصاد.. أشعرت السلاح في وجه الأسياد.. نسيت أن دورها يكمن في مناهضة الفساد.. “وزراء.. من فصيلة النبلاء.. اعتادت الرفاهية والرخاء.. جنرالات “نسيت” أن مهمتها.. تكمن في حمل السلاح.. في الشدائد “تبدو نعامة”.. وفي اللهو تبدو في غاية الانبساط.. كائنات تهوى تعذيبي.. الذنب كل الذنب.. أنني رفضت الامتثال للبعير.. تصفحت صفحات التاريخ.. أبحث عن حقيقة.. اسمها الضياع.. مآلها الاغتراب.. أو الانصياع.. أحلاهما أوزار ومرار.. مخرجها ذئاب.. منفذها ضباع.. هي مزرعة عنوانها الصعاب.. أبحث عن مبرر.. علي أغفر به هفوات السلطان.. ما أقسى أن يصيب السرطان الأبدان.. والسيادة تحت وطأة الأنذال.. وجدت نفسي ككل مرة.. أشكوك للآلهة وللشيطان.. من أجل عينيك عاودت قراءة قصة آل عمران.. وآمنت بقضية اسمها أرض كنعان.. بالضبط كما ذكر في القرآن.. وأمر به أبوك منذ أعوام.. وجدت في الأمر قمة النضال والإصرار.. كنت أراك في غاية الوفاء والإخلاص.. لم أكن أعلم حينها أن في الدنيا مثلك.. كثيرا من الأشرار.. وفي غدرك ما يكفي من أضرار.. هكذا ” ضللتني “.. هكذا ” ظلمتني “.. حتى أصبحت أرضي تحت نير الاستعمار.. هكذا “خسرتني”.. هكذا “استحمرتني”.. حتى أصبحت فوهة بركان.. تبا للنسيان.. أصبح الوطن معك “نكبة”.. وأصبحنا فيه “نكتة”.. سوف تحكيها الأجيال للأجيال.. ظننتك ملاذا.. زعموا أنك ملاكا.. أتانا من هناك.. يا من فاحت رائحته.. حتى اخترق العهر السماء.. يا من “ازدهرت ثروته.. كلما جاعت العباد”.. ترفق.. لا تحاول النيل مني.. فتهزم.. ولا تحاول تحطيم معبدي.. فتندم.. فالرهان رهاني.. والعناد يعرفني.. والأعداء تسجد لي.. والبنادق تحملها الأشاوس.. مثلي.. دفاعا عن الأوطان.. أما أنت يا حجاج.. فقد سقط عنك القناع والوقار.. وداست كرامتك الأنذال والأقدام.. دامت لك الأغنام والأنغام..دامت لك الأوتار والأوكار.. دمت نادما على الأوضاع.. دمت باكيا على الأطلال..
الكاتبة نجاة بقاش