منذ أيام فقط كنت أقول إني صديق مناسب ،
كنت أرى أن محبتي قادرة على مصاحبة مسافرين
دون أن تفكر في صعوبة العودة ، قادرة على إغراء بائعات خبز يفكرن في متع إضافية مساعدة على
وضع سياج بإمكانه قطع الطريق على منافسين محتملين ..
سوف لا أستدعي أحدا لحضور جنازتي ، لأن القصائد التي رعيتها قادرة على شراء شاهدة قبري ، قادرة على ترتيب حفل العزاء ، قادرة على فعل أي شيء
دون توجيه الدعوة للدولاب الذي لم يفكر في إنقاذي بشربة ماء ..
لا أدري ، ربما أفكر في استدعاء صوت خادمة صاحبتها يوم كنت أتسلق سور الحديقة وأنا أهرب
من تعاسة الفوضى التي تسكن بيتنا ، أو استدعاء صوت لصوص استفادوا من استراحة قصائدي ..
سأترك كل شيء للصدفة ، وحدها قادرة أن توزع أسراري على كل الحدائق التي رفضت السفر معي..
سأترك كل شيء ، سأنشغل بتحضير أطباق شهية للملائكة ، و سيكون لدي متسع من الوقت لأقوم بأشياء عديدة :
سأسافر حيثما أريد ، سأركض وقتما أشاء ،
سأتوقف عن الكلام الساعة العاشرة ليلا
سأتناول وجباتي دون أن أستاذن من أحد ..
سأسمح للباعة المتجولين بالصراخ دون شروط ..
أنا الآن بصحة وعافية ، أستطيع الذهاب إلى السوق
دون مساعدة متسولين أو باحثين عن أجرة ،
أستطيع اختيار الخضار التي أحبها دون استشارة صاحب المحل أو أي امراة تفتخر بخبرتها في هذا المجال ..
لكن لا أحب أن أسافر بحثا عن وجبات لا فائدة ترجى من ورائها..
لا أحب أن استعطف حجارة سبق لها أن خذلتني وأنا أدافع عن ثمن وجبة محبة كي أهديها لصديق ..
لن أتحدث عن مهادنة معينة أو جبر ضرر ،
سأتنازل عن حقي وسأهدي أصدقائي فرصة استنشاق هواء ذكريات مازالت حية بفضل نباهة
بحر أو ليل أو غذاء جميل..
.