هو مانراه من هذا الكم الهائل من الحمايات ، والتي اخذت تتصاعد في اعدادها التي اصبحت تشكل فيالق في مجموعها وعدد الياتها ووسائلها اللوجستية ومايشكل ذلك من عبأ ثقيل جدا على ميزانية الدولة على الرغم من زوال المبررات التي ادت الى تشكيل هذة الحمايات ، وليس هذا فقط وانما هذه المشاجرات والنزاعات التي تحدث ببنهم من حين لاخر ، والتي تصل الى حد اطلاق النار ، والاعتداء على هذا المسؤول او ذات ، ولاهمية الموضوع ساعيد نشر دراسة مختصرة حول حقيقة هذة الحمايات ونشوؤها  ، ،  (حمايه المسؤولين بين الظاهره المستحدثه والاسباب الحقيقيه)
,,,  ان ظاهرة حمايه المسؤولين اصبحت ظاهره شائعه ذات مساحه واسعه غير مسبوقه ، حيث اصبح لكل مدير دائره حمايه وليس هذا فقط وانما له موكب يرافقه اثناء تنقلاته ، وهكذا فقد بات عدد منتسبي الحمايات بعشرات الالوف ، اما نفقاتهم من رواتب واليات ومواد اخرى لوجستيه فقد اصبحت تكلف الدوله شهريا مئات الملايين من الدولارات ، وهو واحد من مظاهر الهدر العام لاموال الدوله والفساد  الذي شاع وانتشر بعد السقوط •  ان اي استعراض لتاريخ الدوله العراقيه الحديثه ، اي منذ تاسيس المملكه العراقيه في عشرينيات القرن الماضي وما تلاها من عهود ، فانه لم يعرف لمسؤولي الدوله والرموز الكبيره ، اي الملك ورئيس الوزراء وليس كما هو الحال الان (مدير المجاري ومدير الناحيه) اي حمايات ،  وحتى هذا المصطلح لم يكن معروف او متداول وانما كان هنالك مرافق ، كمرافق الملك ومرافق الوصي او مرافق رئيس الوزراء نوري السعيد ومرافقي عبد الكريم قاسم ومرافق عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف ، وحتى النظام السابق الذي وجدت اول مره فيه هذه الحمايات فانه كان يقتصر على بضعة رموز كبيره ومعروفه في حينها ، وهكذا  فان الدوله العراقيه لم تكن تعرف موضوع الحمايات ولحد اواخر الستينيات من القرن الماضي •  ان الشخصيه الوحيده التي كان لها حمايه فقط هو شيخ العشيره ويقصد المسلحين الذين يمشون وراءه والذين كان يطلق عليهم (بالتفاكه) وذلك عندما كان عدد الشيوخ في العراق لايتجاوز العشرات من الاسماء اللامعه الكبيره والمشهوره ، والتي لازالت تذكر لحد الان وبالاخص ابان العهد الملكي • اذن ما هي الاسباب الحقيقيه التي تقف وراء هذه الظاهره وما هي العوامل التي ادت الى نشوئها •  ان من الامور الطبيعيه ، وهو ان الانسان عندما ينشا في مجتمع ما وفي مقتبل حياته سيتاثر بما حوله وسيكون هنالك اشخاص سيصبحون مثلا اعلى له وهذا ماكنا نشعر به في مجتمع المدينه او العاصمه بوجه خاص كان يكون احد الاساتذه او الضابط ابان عصور الدوله الذهبيه او احد نجوم السينما عندما كانت لهذه الوسيله الاعلاميه التاثيرالكبير في جيل الخمسينات والستينات ،  اما في الوسط القبلي والمجتمعات القرويه فيبدو ان المثل الاعلى لابناء هذه المجتمعات هو على الاغلب شيخ العشيره •  ان من المؤكد ان الانسان سيحاول في مراحل لاحقا من حياته ان يتقمص شخصيه هذا المثل الاعلى بصوره او اخرى وهذا ما كنا نلاحظه ، فمثلا ان الشاب في مجتمع العاصمه عندما يقود السياره يحاول ان يحاكي الفتى الذي كان يراه في السينما الامريكيه والانكليزيه •  اما ابناء الوسط العشائري وحتى من كبار السن فهم ايضا يحاولون تقمص شخصيه المثل الاعلى الا وهو شيخ العشيره وهذا التقمص تجده بوضوح عند حضور هؤلاء في المضافات العشائرية او جلسات الفصل العشائري او الفواتح او التجمعات الاخرى فقد تجد الكثير منهم يحاول تقمص هذه الشخصيه وهو اساسا لا يحمل هذا العنوان •  ونعود الان بعد هذه المقدمه للحديث عن كيفيه ظهور هذه الحمايات والتي يبدو انها اعقبت مرحله الستينات وكان اول ظهور لها في المؤسسه العسكريه والسبب يعود لان الكثير ممن دخلوا هذه المؤسسه بعد انقلاب 17تموز1968 وعلى مستوى الضباط من اوساط قرويه وفلاحيه ، وبما ان محاوله تقمص شخصية المثل الاعلى وهو شيخ العشيره حاضره في العقل الباطن لهؤلاء ، فقد اخذ عدد من الضباط القاده بتعيين حمايه لهم قد يكون على مستوى فصيل او سريه دون وجود اي مبرر امني يتطلب ذلك وخاصه في تلك الظروف الذي لايوجد استهداف للقاده والامراء في وحداتهم العسكريه •  وان الذي يؤكد ما ذهبنا اليه هوكيف كنا نشاهد على سبيل المثال مدير شرطه او مدير امن اوقائد عسكري او مسؤول كبير في الدوله ياتي في الدوام المسائي وهو يرتدي الكوفيه والعقال في الوقت الذي ان هذا اللباس هو ليس زي الموظف في الدوله العراقيه ، والاكثر من هذا ان يؤتى بشاب ذو بشره داكنه (على صورة العبد الاسود) وهو ( يرتدي الكوفية والعقال ويحمل صف  رصاص ومسدس وخنجر) و يقوم بتقديم القهوه العربيه الى الضيوف •  اما بعد السقوط فحدث ولا حرج حيث اصبح لكل من هب ودب حمايه وموكب ولنفس الاسباب التي ذكرناها اضافه الى ان الكثير يعتقد ان هذه الحمايه تعزز من مركزه الوظيفي والاجتماعي ، خاصة وان الكثير من هؤلاء هم من طبقات مسحوقه ويعيشون عقد اجتماعيه وماديه وعقد الحرمان الى غير ذلك ، كما ان نزعه حب الظهور والتسلط وحب الجاه والزعامة المجتمعية في الشخصيه العراقيه لا تجد لها مثيل في اي بقعه من الكون ، ولا نستبعد ان عددا ليس بالقليل دخل العمليه السياسيه ورشح للانتخابات ليس للحصول على المنافع الماديه فحسب وانما المنافع الاعتباريه وفي مقدمتها ان هنالك حمايه تسير وراءه وفي ظل نظام سياسي متهرئ وضعيف لا يعرف القانون والنظام وهو اقرب الى قيم البداوه والتعرب •

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *