تمثل السينما مصباحاً سحرياً في بناء صراع حضاري وتغيير المفاهيم حول شعوب بأكملها، والأفلام التي تعيد صياغة الواقع وتؤثر في تصورنا عن ذواتنا وعن الآخرين وتساهم في تشكيل آراء الناس. قدمت السينما الهندية صوراً متعددة للاسلام والمسلمين ترواحت بين الصورة النمطية التي تبناها الغرب ما بعد التسعينات والطرح الإيجابي الذي بدأ يخفت بريقه في السنوات الأخيرة. الإسلاموفوبيا في الهند ليس شيئا جديدا، والإسلاموفوبيا تطرق أبواب الهند من جديد لكن هذه المرة عن الطريق الفن والسينما، يتزايد في الهند الانتشار الواسع لحالة الإسلاموفوبيا ولاسيما بعد خروج السينما “قصة كيرالا“. إن فيلم بعنوان “قصة كيرالا“، تتحدث شخصية قائلة إنها واحدة من بين 32 ألف امرأة من الولاية تم “تحويلهن إلى إرهابيات” عبر الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. لقد تم عرضه في دور السينما يوم 5 مايو، كتبه وأخرجه سوديبتو سين، يصور الفيلم على أنه يكشف عن الأحداث وراء “ما يقرب من 32000 امرأة” يُزعم أنهم فُقدوا من ولاية كيرالا. في الفيلم تمثل الممثلة كامرأة ترتدي البرقع وتقول إن اسمها كان شاليني أونيكريشنان وإنها أرادت أن تصبح ممرضة، وتتابع: “الآن أنا فاطمة با، إرهابية من تنظيم الدولة الإسلامية في سجن بأفغانستان” كما يدعي الفيلم أن هناك 32 ألف فتاة مثلي تمّ تحويلهن إلى الإسلام ودفنهن في صحارى سورية واليمن.يعرض فيلم “The Kerala Story”حالياً في الصالات الهندية ويحقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر حيث يقدم الفيلم صورة مريعة عن المسلمين ويهاجمهم بطريقة غير أخلاقية وغير صحيحة وغير مبنية على أي حقائق. ولا يحرض فيلم “قصة كيرالا” على كراهية المسلمين واشعال العنف الهندوسي ضدهم ولكنه مؤشر لاستعمال الحزب الهندوسي المتطرف الحاكم “حزب الشعب الهندي” للسينما كقوة ناعمة مؤثرة لنشر الكراهية ضد المسلمين في البلاد.يجذب الفيلم” قصة كيرالا” الكثير من النقاش والسبب يعود إلى موضع جدل عن الإسلام والمسلمين، بينما تشير أصابع الاتهام إلى هذا الفيلم كونه هو الأحدث في سلسلة من الأفلام المعادية للإسلام، هكذا تطرق الإسلاموفوبيا أبواب الهند من جديد عن الطريق الفن والسنيما.