حينما تذهب إلى دول الشرق ودول الغرب وتدرس مقارنة في اسعار العقارات ستجد ان العراق يتصدر المشهد العقاري في غلاء العقارات من جانب وهو متسيد الفساد من جانب آخر ويحتل مراتب متقدمة من بين الدول ، وحسب الدراسات والاحصائيات والمعايير الدولية أصبحنا في العراق في المستويات الدنيا لكل ماهو ايجابي ونتصدر المستويات الأولى لكل ماهو سلبي . لست متشائما ولكنه الواقع للاسف.
ان ارتفاع اسعار العقارات في العراق يعود الى فشل تخطيط الحكومات المتعاقبة التي اهملت حل مشكلة السكن في العراق وما جاءت به هو مجرد حلول ترقيعية لازمة
كبيرة تعاني منها البلاد والعباد .
سوق العقارات لازال بمنأى عن كل الأحداث فقد شهدت ارتفاعا كبيرا خلال اخر عامين، ووصلت هذه الأسعار أحيانا إلى الضعف وتعدتها واصبحت اسعار العقارات ملفته للنظر في هذه الفترة.
لازال العراق يحتاج إلى نحو أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية، في ظل ارتفاع مؤشر السكان، وتجمع الأسباب المؤدية إلى رفع أسعار العقارات، مثل الأزمة السكانية وقلة المجمعات السكنية .
هناك عدة أسباب رئيسية وراء ارتفاع أسعار العقارات في العراق وبالأخص في العاصمة بغداد
أولهما : الفساد الذي أصاب مفاصل الدولة أدى إلى ظهور مافيات مالية كبيرة قامت بشراء العقارات في المناطق المعروفة والمرغوبة كالجادرية والمنصور وغيرها من المناطق .
السبب الثاني : يعود الى ان المصارف الحكومية التي بدأت بإقراض المواطنين لشراء الدور السكنية وبمقدار 100 و150 مليون دينار وحتى في بعض الأحيان يتجاوز هذه المبالغ .
السبب الثالث : يعود الى ارتفاع معدل النمو السكاني في العراق الذي تجاوز 3 بالمئة وانشطار العوائل العراقية والبحث عن السكن آخر.
السبب الرابع : عدم إنشاء مدن جديدة والتلكؤ الحاصل في البعض منها ادى الى ارتفاع اسعار العقارات .
وما معروض من الوحدات السكنية يعتبر قليل مقارنة بالطلب الموجود ، كما ان اغلب المجمعات السكنية التي يتم إنشاؤها الآن سواء في بغداد او المحافظات تكون ذات قيمة عالية من حيث الأرض التي تكون في قلب بغداد او المدن الرئيسية مما يؤدي الى ارتفاع اسعارها.
وصار ارتفاع أسعار العقارات يدفع بالمواطنين إلى الشراء بدول الجوار فهل هذا معقول ؟
ونلاحظ هناك اقبال كبير حاليا على الأراضي الزراعية التي تم بناؤها من قبل عدد من المستثمرين، وذلك كونها أرخص من الوحدات السكنية التي تحمل صفة “طابو سكني” ومع كون هذه الوحدات غير مرخصة للسكن من قبل الدولة الا انها اصبحت واقع حال لكثير من المواطنين وتعد حلا يلجأ اليه المواطنين الذين يفتقدون السكن نتيجة تضخم وانشطار العوائل في مكان واحد صغير المساحة .
ويعاني العراق من أزمة خانقة في السكن بسبب تزايد عدد سكان العراق ومحدودية المجمعات السكنية إضافة إلى عدم قدرة المواطن على بناء وحدة سكنية خاصة به بسبب غلاء الأراضي والمواد الإنشائية.
شرعت حكومة السوداني بدراسة انشاء مجمعات سكنية في بغداد والفلوجة وكربلاء وبابل في محاولة لحل هذه المشكلة التي تتفاقم سنويا مع عدم معالجة الأسباب.
نؤكد على ان الحكومة مطالبة بإيجاد حلول سريعة وناجعة لمشكلة السكن المتفاقمة التي أصبحت مشكلة اخرى تواجه العراق، بالإضافة الى المشاكل الاخرى كالكهرباء والمياه التي لم تتمكن الحكومات المتعاقبة على الدولة من حلها سواء كانت بقصد او بدون قصد .