أجمع الفلاسفة والعلماء وأهل البلاغة العظماء، على ثِقَل مسؤولية الكلمة، ومدى خطورتها، سواءً في تأثيرها الجيد أو المسيء، النافع أو المضرّ، فالكلمة موقف تتشكل عليه الكثير من ردود الأفعال والتعاملات والأفكار والسلوكيات، وهناك من قال إن الكلمة إذا خرجت من فم المتكلم، لا يحق لها التراجع، لذلك على من يطلقها في فضاء الآخرين، أن يتأمل معناها بعمق وتروٍّ، وأن يتأنى كثيرا في إطلاقها.
قبل عدة اعوام اراد وزير سابق ان يقيم مباراة ودية بين المنتخبين الالماني والعراقي او مع نادي بايرن ميونخ ان لم يتوفر الحل الاول ، وعمد الى استدعاء السفير الالماني في بغداد الى بيته بغية المفاتحة واستحصال موافقة اولية ، لتشكيل وفد عراقي يذهب الى المانيا ، الجميل جدا وبعد حضور السفير الى منزل السيد الوزير كانت من الدروس البليغة ، فقد طلب السفير اولا ان لايصور ولايعتمد كلامه تصريحا الى الاعلام ، والثاني ابلغهم ان صفته الدبلوماسية في بغداد لاتخوله مفاتحة الاتحاد الالماني باسم السفارة ولكن مجرد نقل رسالة اليهم من جهة رياضية عراقية ، واخيرا قدم لهم النصح ان الاتحاد الالماني ومن خلفة نادي بايرن ميونخ يعملون وفق منهاج سنوي مدروس ومحدد جدا ولايمكن الاخلال به بمبادرة تطلق بعد اقرار المنهاج.
ولكن ماحصل بعدها ان المسؤول العراقي اعلن عن برنامج عراقي بالتعاون مع المانيا سيتم خلاله اجراء مباريات ودية مع المنتخب الالماني ونادي بايرن ميونخ وهو ما لم يحصل بالطبع ، وتم نفيه تماما، والخلاصة من القول ان التصريح والمعلومة التي تسرب الى الاعلام هي مسؤولية على قدر كبير جدا من الاهمية ولايمكن اطلاقها جزافا وبصورة خاصة تلك التي تلامس اهتمام الجمهور ، وهنا اردت ان اذكر بما اعلن عنه من ارتداء اللاعب العراقي الاصل البلجيكي الهوية امين الدخيل لفانيلة المنتخب العراقي في اعلانات وكلمات مكررة للسيد رئيس الاتحاد ، وما حصل بعد ذلك نعلمه جميعا من توقيع اللاعب للمنتخب البلجيكي وتمثيله دوليا وهي واحدة من عشرات التصريحات المغلوطة والتي تطلق جزافا بلا رؤية وبصيرة لانريد ان نتذكرها جميعا
همسة
على المطبلين والمدفوعين الذين يوازي ثمنهم دولارات معدودة ان يراجعوا انفسهم لحظات ازاء المهازل التي يقترفونها باعلاناتهم وبرامجهم الملوثة فقد باتت روائحهم تثير القرف وهم يجملون صاحب ابشع صورة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *