-1-
ليس سهلاً على المُحِب أنْ يفارق حبيبهِ، ولكنه قد يضطر الى فراقه في بعض الأحيان ،وسرعان ما يعود اليه ظامئا مشتاقا لرؤيته ..
-2-
والوطن من أعز الأحبّة على أبنائه الطيبين الأوفياء ،
ومن هنا ترى أنَّ الصادقين في حبهم لأوطانهم اذا اضطروا الى مغادرته تظل قلوبهم عالقةً به ، وأذهانهم منشغلة بأخباره
اسمع ما قاله الشاعر الكبير الشيخ عبد المحسن الكاظمي حين أزمع أنْ يسافر من العراق الى مصر :
يقولون لي : سِرْ نحو مصرَ تَرَ المُنى
وأنتَ على كُلّ البلادِ أميرُ
فقلتُ لهم : والدمعُ مني مُطلقٌ
أسيرُ وقلبي في العراق أسيرُ
-3-
ان الكثير من الوافدين الى العراق من أشقائنا العرب يسري حب العراق في دمائهم ، ويهيمون به حبّا لما يَرَوَنَ مِن طِيبةِ أهله .
لقد رفض خيّاط مصريّ مقيم في مكة المكرمة بعد أن عاش في العراق فترة من الزمن ان يتقاضى مني أجرته لا لشيء الاّ لأني في العراق في مؤشر واضح الدلالة على عمق حبه للعراق .
-4-
ويشتد العجب والاستغراب مِنْ زُمَرٍ تدّعي الانتماء للعراق ولكنّها، تشتط في ذكرها السيء للعراق ..!!
وكأنها تريد أنْ تبرر تطلعها الى اختيار موطن آخر ..!!
-5-
انّ العقوق كما يكون من الأبناء للآباء يكون للوطن أيضا،
ولن يحظى العاقون للأوطان من المنصفين الاّ بالرفض المطلق لنزعتهم الغريبة وتبريراتهم الواهية .