مصطلح متداول بين الأوساط المجتمعية وهو الازدواجية في الشخصية والمعروف عنه انه اشبه بالمرض يُصيب بعض البشر وينتج عنه تصورات وتصرفات معينة يجعل من ذلك الشخص مميز بتصرفاته ويجذب انتباه من حوله على أساس انه معروف بشخصيته وتصرفاته وفجأة يتحول لشخص اخر وطبعاً لا يختلف ذلك عن انفصام الشخصية وهو من الامراض النفسية التي يعاني منها البعض ولا فرق بينهم سوى الأخير هو مرض وابتلاء لادخل للإنسان فيه اما الازدواجية ناتجة عن رغبة الشخص بذلك جاعلاً من نفسه تحت تأثير تصرفاته دون تفكير بأفعال آنية قاصداً من ذلك اما اشباع رغبات معينه او اقتماص شخصية اخرى او يعمل لارضاء اخرين على حساب كرامته وشخصيته داعساً على انسانيته واخلاقه ومبادئه.

وما اكثرهم في أيامنا هذه حيث تلون البشر واصبح البعض يعمل بعدة وجوه تجده صباحاً واثناء عمله قمة الالتزام والورع ويحرم المحرمات على نفسه وعائلته وما ان جاء الليل حتى بدل وجهه وشخصيته ليصبح محرماً للحلال ومحللاً للحرام وبعضهم يطول لسانه ويتناثر منه عسل الكلام ونتفاجئ به مبتزاً مارقاً مغتاباً منافقاً هو ما يسمى بـ(النفاق الإنساني) الذي هدم بيوت عامره وفكك اُسر مترابطة وفرق صداقات طيبة.

ولكن اليوم وصلنا الى نفاق من نوع اخر فعندما تجد بعض من يتحدث ويحث على الدين والأخلاق والإنسانية والطيبة والابتعاد عن المحرمات ولكنه يحمل بداخله النفس الاجرامية من خلال تجارته بالمخدرات!! هذه الآفة التي نخرت جسد الشباب واكتسحت المجتمعات دون سابق انذار وحطمت عقول ناضجة واسست لأسُس الاجرام الجديد المبني على ذهاب العقل واغتيال الشخص لذاته فكم من حادثة زنا بالمحرام او انتحار او اغتصاب الأطفال او القتل للأهل او الغير بسبب او بدونه.

حيثُ أصبحت وسيلة للكسب المربح دون عناء فالتجارة لا تحتاج الى رأس مال وانما يبدأ مسيرته الاجرامية بالترويج والنقل حتى يحصد اموالاً تجعله يتاجر بهذه السموم.

لا عجب ان قلنا دخلت هذه السموم لغرف نوم الأبناء ودق ناقوس الخطر واصبحنا امام مشكلة مجتمع لاتُحل الا بالمجتمع كونه صاحب كلمة الفصل في ذلك وهو الراصد الأساسي لأي متغير في التصرفات او الأملاك وغيرها من الأمور التي يستوجب معها رصدها واشعار الجهات المعنية بذلك لايقاف أي تصرف من شأنه خلق حالة من اللاوعي وبالتالي ستكون هناك انتكاسات متتالية بسبب هذه التجارة التي لا تخلو من انحرافات أخرى لاسيما الأخلاقية وهي حالات من المُعيب ان تكون في مجتمعاتنا وأصبحت تجارة الفتيات لا بل تجارة بعض الشواذ من الشباب رائجة ولها سوقها، اذاً الامر معقد ويحتاج لوقفة جادة ومساندة حقيقية لرجال الامن لانجاز وتحقيق أعمالهم وصولاً لخلق مجتمع آمن خالي من المظاهر الاجرامية وهي ليست مثالية وانما حقيقة تحتاج لأرادة حرة وصادقة طالما النوايا الحسنة موجودة.

{ استاذ مساعد دكتور لواء

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *