-1-
الممنوعات على قسْمَين :
الاول :
ممنوعات ترتبط بالطعام والصحة يفرضها المرض ويتم الالتزام بها – وبشكل دقيق – من المريض .
الثاني :
ممنوعات شرعية تفرضها المفسدة الفردية والاجتماعية حيث أنَّ الحرام ينطوي على مفسدة كبيرة على المستوى الفردي أو الاجتماعي ..
فلم يحُّرمْ الظلم مَثَلًا الاّ لما انطوى عليه مِنْ مفاسد تجلتْ في العدوان على الآخرين .
وهكذا سائر المعاصي الأخرى .
-2-
والملاحظ أنَّ الالتزام بالطراز الاول من الممنوعات شائع ذائع ، بينما الامتناع عن الطراز الثاني من الممنوعات – وهو المعاصي والذنوب – لا يلتزم به إلاّ الأبرار والصفوة من الأتقياء .
والسؤال الآن :
لماذا استهانوا بخطر الوقوع في النار ولم يستهينوا بخطر الإضرار بصحتهم؟
انّ مقتضيات العقل فضلاً عن الدِين توجبُ الامتناع عن موجبات دخول النار فلماذا التبعيض ؟
انها مزالق الشيطان ، حيث يُغري الانسانَ باجتراح المعاصي ويُنسيه ما يترتب عليها من آثار .
-3-
قال الشاعر مخاطباً اولئك الذين احتَموْا مِنْ تناول ما نُهوا عنه حفاظاً على صحتهم ولم يمتنعوا عن مقارفة المعاصي والذنوب،
وأحسن في ما قال :
جسمُك بالحِميَةِ حَصَّنْتَهُ
مَخَافةً مِنْ ألَمٍ طاري
وكان أولى بك أنْ تحتمي
مِنَ المعاصي خشيةَ الباري .
-4-
وجاء في دعاء الامام الحسين (ع) :
اللهم اجعلني أخشاك كأني أراكَ ،
وَأَسْعِدْني بتقواكَ ولا تُشقني بمعصيتك “
انّ السعادة الحقيقية لن تكون الاّ في ظل الارتباط العميق بالله سبحانه والالتزام الكامل بما جاء في شريعته وبهذا يتم الفوز في الدنيا وفي الاخرة .