الكاتب محمد المياحي

 

عندما تأسس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فإن شعوب وبلدان المنطقة والعالم کانوا يتصورون بأن الشعب الايراني سينعم بحياة حرة کريمة وإنه سيستفيد من الثروات وإمکانيات الکبيرة والواسعة التي کان النظام الملکي البائد يحرمه منها، وحتى إن مٶسس النظام خميني، قد أطلق وعودا معسولة للفقراء والمحرومين ووعد بتحسين حياتهم وجعلها أفضل من السابق بکثير بل وحتى إن خميني قد قطع على نظامه وعلى نفسه وعدا قال فيه:” سنبني مساكن للفقراء في جميع أنحاء إيران”، ولکن الذي حدث إنه ليس لم يجري بناء مساکن للفقراء في إيران فقط بل وحتى إن الفقراء صاروا يسکنون في المقابر وبيوت من الصفيح والورق المقوى وفي الحافلات وفي أفضل الاحيان في العشوائيات، والانکى من ذلك إن الاوضاع المختلفة للشعب الايراني تسير من سئ الى الاسوأ.
طوال الاعوام ال43 عاما المنصرمة، فإن الذي يبدو واضحا إننا لو قمنا بمقارنة الاوضاع عاما بعد عام، فإنها سارت وتسير من سئ الى الأسوأ وحتى إنه قد باتت تطفو الى السطح الکثير من الظواهر الغريبة على الشعب الايراني والتي تٶکد وخامة الاوضاع المختلفة التي يعيش في ظلها هذا الشعب، وبعد بيع أعضاء الجسد والاطفال والبنات وعمل الاطفال والنساء في ظروف وأوضاع صعبة جدا، وظواهر سلبية أخرى کثيرة لامجال لعدها وحصرها، فقد نقلت التقارير الخبرية الواردة من داخل إيران خبرا ملفتا للنظر وهي ظهور مهنة قبول الحبس بدل الغير و تحمل الاتهام بسبب الفقر والبؤس والبطالة.
السجن بدلا عن المتهم الحقيقي، مهنة جديدة غريبة من نوعها لاتوجد إلا في إيران في ظل النظام الحاکم، وقد جاء في تحقيق في صحيفة”همدلي” الحکومية عن هذه الظاهرة الجديدة التي تبين مرة أخرى الى أين قد وصل الحال بالشعب الايراني في ظل هذا النظام، “ألم المدن الحدودية ليس فقط العتالة، نقل الوقود، الموت في البرد، تفجيرات الألغام، الحرائق، والسقوط من الجبال والمرتفعات، وانما انتشار الفقر في هذه المناطق بشكل كبير، حيث يرغب البعض في تحمل مسؤولية جريمة الآخرين وتقديم نفسه بدلا من مرتكبي الجرائم، ويتم سجنه مقابل مبالغ ضئيلة.”!
مهنة السجن بدل الغير، أصبحت مهنة شائعة جدا في المناطق الحدودية، خاصة كردستان وبلوشستان، وتحمل اسم “متحملي السجن” أو “تحمل مسؤولية جريمة الآخرين”، وذکرت الصحيفة المذکورة ضمن تحقيقها الصحفي قائلة:” حول محكمة مهاباد ، هناك شبان يقفون و يتهامسون أحيانا في آذان المارة!” السجن! السجن! إما أنهم عاطلون عن العمل أو أنهم عتالون، الذین مستعدون تحمل مسئولیة البضائع المضبوطه من قبل الشرطة و تحمل السجن بدلا من صاحب البضاعة المهربة مقابل قدر من المال. “الذهاب إلى السجن بدلا من الغير في كردستان صارت مهنة لكسب المال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *