مرت ذكرى الحشد هذا العام باهتة جداً!
يبدو إن البعض غير مرتاح لوجود هذا التشكيل الوطني المبارك، أو إن مسلسل المجاملات الطويل يفرض هذا الموقف المجحف، أو إن طبيعة هذا البعض هي نكران الجميل سريعاً، وبالتالي مرت ذكرى الحشد وهي تشكو ظلامتها الشديدة من الأقارب قبل الأباعد!
الوضع الطبيعي أن نشيد بحشدنا الشعبي المقدس، وأن نحتفي به، وأن نحترم تضحياته، وأن نكرمه، وأن نعمل على تقويته وتدعيمه، وغير الطبيعي وغير الإنساني وغير الديني والوطني أن يسقط ذكر الحشد عمدا.

الحشد بمواقفه..
ببطولاته..
بشهدائه..
هل نسينا الشباب الذين لم يبلغوا الحلم وزوروا جناسيهم ليتمكنوا من الالتحاق بجبهات القتال وأُستشهدوا؟
هل نسينا صورة الشقيق الذي يضع رأس شقيقه الشهيد على الأرض ويقف منتصباً شامخاً يواصل القتال؟
هل نسينا صورة الجريح الذي يرفض إخلاء نفسه من المعركة على الرغم من عمق الجرح؟
هل نسينا صورة السيد المهوال بشيبته الكريمة التي تخضبت بدم الشهادة؟
هل نسينا قصص إستدانة الأُجرة، والبندقية، وقوت العائلة؟
وهل نسينا ونسينا ونسينا..
اخبرهم يا صفاء الشاوي ويا ابا مجاهد المالكي ..
اخبرهم يا سيد ابو شرار الموسوي ويا ابا حبيب السكيني؟
اخبروهم يا قوافل الشهداء عن قصصكم ووصاياكم وهتافاتكم للدين والوطن..
حدثهم يا زياد يا مهندس المقاومة عن قصة كربلاء المقدسة وعن ايتامك وعن تاريخ حافل بالتقوى والجهاد..

يا رجال الحشد..
يا نساء الحشد..
يا آباء الحشد وأُمهاته وأبنائه وزوجاته وشقيقاته..
نسوا صبركم، تحملكم، لوعتكم، نسوا آلامكم..
يا كل الحشد نسوا إصطفاف الناس بنيانا مرصوصا من أجل أن يقدموا ولو ما يسد رمق الحشد في أيامه الأولى..
نسوا يا كوثر خاتمك الصغير الجميل الذي قدمتيه رصاصة تصيب قلب العدو..
نسوا يا كوثر إنحناء ظهر أمك الثكلى وهي تعد (الكليجة) لمجاهدي الحشد!

مَن نسي الحشد الشعبي المقدس فقد نسي العراق، نسي دينه وانتمائه وشرفه..
مَن نسي الحشد الشعبي المقدس فقد المروءة والرجولة وقيم نبيلة أخرى..
مَن نسي الحشد الشعبي المقدس سينساه هذا البلد ومَن يعيش به وسيكون نسيا منسيا..
وسيبقى الحشد ..
سيبقى خالدا بكل قطرة دم طاهرة سالت من أجل الدين الحقيقي والعقيدة الحقة والوطن..
سيبقى الحشد وسيرحل هؤلاء إلى قوائم النسيان يطاردهم الخزي والعار إلى أبد الآبدين.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *