الأخ أبو مسرور المحترم .. بداية أرجوا أن تتقبّل مني بالغ التحية والإحترام والتقدير , لست لأنّك وطني غيور على العراق وشعبه , ولا لأنّك حريص على وحدة العراق أرضاً وشعباً , بل أنّ مبعث هذا الإحترام والتقدير هو بما تتمّتع به من إرادة سياسية صلدة قدّت من حجر .. فبالرغم من كرهي الشديد للإقطاعية السياسية والحزبية التي تقود دفّتها أنت وأبنائك وعشيرتك , لكنّ هذا لا يمنع من الإقرار أنّك سياسي بارع قلّ نظيره في عراق ما بعد نظام صدّام .. فقد أثبتّ للأصدقاء قبل الأعداء ( وأنا واحد منهم ) , أنّك قائد سياسي قوي وبارع ومتمّكن يصعب قهره وهزيمته ..
كنت ولا زلت من المتابعين لك منذ أيام النظام الديكتاتوري , أو بالأحرى منذ تسلّمك قيادة إقطاعية ( البارتي ) السياسية , حيث كنت خير من عمل بمبدأ الغاية تبرّر الوسيلة .. ولم يكن لديك أي مانع أخلاقي للتعاون مع الشيطان من أجل دحر أعداءك وخصومك , وهذا المبدأ تجسّد في علاقتك مع الديكتاتور المقبور حين إستعنت به عام ١٩٩٦ لدحر خصمك اللدود جلال الطالباني , وفي علاقاتك السياسية والإقتصادية مع الكيان الصهيوني .. وبصراحة ما يثير إعجابي الشديد بجنابك هو طريقة تعاملك مع الغمّان العرب شيعتهم وسنّتهم , خصوصاً غمّان وسرابيت الشيعة , حيث عرفت كيف تتعامل مع هؤلاء السرابيت .. بل وإستطعت إقناعهم بإستثمار سرقاتهم من أموال الشعب العراقي في كردستان .. وبهذا تمّكنت من ضمان عدم معارضتهم لك ولإملاءاتك السياسية .. وهذا ما يحصل كلّ عام عند إعداد خطة سرقة مال عام العراقيين السنوية ( الموازنة ) .. ونجحت نجاحاً باهراً في جعل أربيل نداً لبغداد في أي مفاوضات للإقليم , تتعامل مع حكومة بغداد وكأنّك دولة مستقلّة ذات سيادة , بل ونجحت في جعل أربيل محجّة لهؤلاء القادة السرابيت يتناوبون عليك لتجديد ولاء الطاعة ..
سيدي أبا مسرور .. أبارك لك هذا الإنتصار الساحق الذي حققته في معركة الموازنة مع الغمّان بشقيّهم الشيعي والسنّي , وأقسم بشرفي أنّها مباركة صادقة وليست نفاقاً , فمثلك يجب أن يحترم وترفع له القبعات إعترافاً بقدراته الخلّاقة .. كان الجميع يعتقد أنّك بعد الفشل الذريع الذي منيت به في معركة الإستفتاء والإنفصال عن العراق , وبعد إستعادة الجيش العراقي لكركوك وكافة المناطق المتنازع عليها , أنّ مسعود البارزاني قد إنتهت حياته السياسية بالفشل وللأبد .. ولكنّك وبفضل وعيك السياسي وبراعتك في المناورة , إستطعت أن تنهض من بين الركام وتعيد قوّتك بأكثر مما كانت عليه قبل الإستفتاء .. كنت أراقب عن كثب أداء فريقك المفاوض إلى بغداد , فبالرغم من كلّ ما قمنا به وكتبناه نحن ( الموتورين ) من نهبك لأموالنا .. لكنّك إنتصرت علينا جميعاً بفضل خسّة ونذالة غمّاننا الذين إشتريت ضمائرهم جميعاً ..
وأقولها لك بكلّ شجاعة , ألف مبروك لك هذا الإنتصار الساحق في معركة الموازنة التي لم تتزحزح منها مليمتراً واحداً , وفرضت كامل شروط التي وضعتها منذ البداية ولم تتنازل عنها رغم كلّ هذا الزعيق الذي قام به أمثالي ..
بوركت من قائد صلب وشجاع يعرف كيف يروّض خصومه , وكيف يسحبهم لدائرة الخطر ويجعلهم في مواجهة ضغط إقرار الموازنة ..
ختاماَ ها أنا أياد السماوي أقرّ لك بهزيمتنا نحن غمّان الشيعة كما هزمتنا في كلّ معارك الموازنات السابقة ..
أياد السماوي