صراعٌ دائمٌ منذ الأزل يسيطر على كل شيء!
يسلِبُ مني ما أحب، من أحب، وما أريد، يتحداني دومًا ويضع أمام طريقي العقبات.
وعند نهاية كل عقبةٍ أتخطاها لا ينسى أن يُكَشِّر في وجهي المتعَب مُغلِقًا بابًا من أبواب سعادتي وآمالي بقوةٍ تكاد ترمي بي نحو العدم!
العدم الذي لا أعلم عنه شيئًا، أتُراه يكون نهايتي التي أُقاوِم حتى لا أصلها قبل القيام بشيءٍ يستحقُّ أن يُذكر؟
وما معنى أن يعيش المرءُ عمرًا كاملًا سيُنسى ذكره بعدها حين يغيبُ خلف العالمِ إلى آخر غير معلوم؟
وما معنى أن يعيش المرءُ عمرًا كامِلًا لا يفعل شيئًا سوى أنه يصارع الحياة والواقع وكل ما حوله من أجل أن يثبت لنفسه
أولا وقبل كل شيءٍ أنه يستحق الحياة؟
ولكن، كيف يعرف أنه يستحقها أم العكس؟ ما الدليل؟
منذ ولادتي وأنا أُصارعُ وأواجه وأُهزَم مراتٍ كثيرة، وأهزِم قليلًا، ورغم ذلك لم أستسلم!
لازلتُ أقاوِم كل شيء صعبٍ أمرُّ به، وأقف بعد كل سقوطٍ مُدَوٍّ لا يسمع صداه إلَّاي وكأنَّ شيئًا لم يكن!
أرمي فوق جسدي الهش والمشوه رداء القوة والفخر وأمضي ما استطعتُ في طريقي قبل أن أصادف السقوط القادم لي دون
أن أُعِدَّ العِدَّة لمواجهته.
لطالما اعتدتُ على الارتجال كل مرةٍ أجدني فيها وسط مأزِقٍ لا أُحسدُ عليه، وللمصادفة ينجح الأمر معي كل مرة.
ولذلك تركتُ التخطيط ووضع الاستراتيجيات التي سأسير عليها، قررتُ أن أمشي دون خطط، دون وِجهة.
سأترك لِقدميَّ حرية الاختيار لِلقادم.
كنتُ قد قررتُ قبل ذلك أني سأبدأ خطةً جديدةً تعينني على السير باتزانٍ وروِيةٍ، وكنتُ قد رأيتُ نجاحي في الوصول مُتمثِّلًا
حقيقةً أمام عينَيَّ، لولا أن تدخَّل الصراعُ ليتحدَّاني بشكلٍ مُباغِتٍ هذه المرة ودون سابقِ إنذار أخذ يسلِبُ مني أغلى ما أملكُ في هذه الدنيا
“أوكسيجيني” الهواء الذي أتنفسه لِأعيش!
وهنا، كان عليَّ أن أقاوم، لا سبيل لغير ذلك أبدًا
لا أعلم ما المشكلة الحقيقية مع أوكسيجيني، هل هو كثيرٌ عليَّ مثلًا حتى يُعاد سحبه مني مرةً ثانية بعد انتصاري في الحفاظ
عليه لحظة ولادتي؟ أم أنَّ للأمر حكمةً غيبية لا أعلمها؟
سُلِبت مني قوتي التي كنتُ قد حافظتُ عليها طويلًا، بقيتُ طريحةَ الأريكة ألتزم الصمت والهدوء حتى لا تعود الزوبعةُ مجدَّدًا
فتبتلعني داخلها حيث الضياع واللاَّعودة!
إذن، عُدتُ للصراعِ مجدَّدًا.
صراعٌ مع الضعف، مع ذاتي، مع أفكاري، مع رغباتي، مع مشاعري، مع أحلامي، أمنياتي، هذياني، حماقاتي، مع كل شيء!
وما الجدوى من كل ذلك؟
لا سبب مُقنِعٌ لذلك سوى أني أرغب حقًّا بالفكاكِ من بين أنيابِ الصراع، واستِعادةَ أوكسيجيني وهوائي وقوتي وكل حياتي.
ولأني عنيدة لن أستسلِم حتى أستعيد كل شيءٍ مُستعينةً بقدرة الله عز وجل مهما كلَّفني الأمر!

 

قبل aktub falah

3 يعتقد على "“بين أنياب الصِّراعِ أعيشُ حياتي”. “مياس وليد عرفه” "
  1. كلام جميل لكن فيه نوع من التحدي الشخصي والمشكله داخلك لكن في المجمل تجربه لطيفه

  2. بالفعل جميل جدًا دائما تبهريني..
    القراءة رحلة عبر الزمان و أنتِ الرحلة شخصيًا صديقتي
    أستمر

  3. عزيزتي وصديقتي والكاتبه الرائعه مياس…
    في هذه الحياة كل يصارع كل حسب امكانيه وقدرته والله يبتلي الانسان المؤمن ابتلائات حسب قدرته وصبره فلا يوجد انسان دون ابتلاء لكن ابتلائات متفاوته حسب المقد والصبر وقوة الانسان. …وانت ياسيدتي قد خصك الله بابتلائات كثير بالنسبه لنا وذلك لعلم الله عز وجل بقدرتك على التحمل بصبرك وإصرار على إكمال الطريق رغم وجود كل تلك العقبات والازمات التي تواجهك ولعمري هذا وحده انجاز يصعب على الكثير انجازه……
    تحياتي واحترامي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *