في كل تجمع ثقافي محلي تجدهم حاضرين، والى جنابهم تتدلى حقائبهم الجلدية التي تشبه (العليجة)، حاملين فيها منشوراتهم التي يخرجونها ويهدونها بكل شموخ.
وكنوع من العطايا التكريمية من الباب العالي لكَ.
وهنا تنطلق صافرة الحكم معلنة بداية المباريات الفردية التي سوف تجرى عليك.
وأبرز هذه التكتيكات سوف تكون اولاً بتعريفك لعنوان الكتاب ولما اختاره كمحاوله منه لتناقح الثقافات ينطقه بلغة البلد الذي هو مقيم فيه (والذي لم يستطع تعلم لغته من خلال الدورات التعليمية التي اقيمت له ولغيره من الوافدين الا بعد ثلاثين عام من الإقامة).
وحتى تصاب انت بالرهبة من العمق الثقافي وتصادم العوالم.
بعدها يقول لك ان هذه هي الطبعة الثانية، وان الاولى التي كانت على نفقة الحكومة نفذت من الأسواق .
الطبعة الاولى كانت ملحقا بعشر نسخ بالعدد منحتها له الصحيفة البلدية لضاحيتهم كمبادرة تشجيعية له من خلال فكرة دمج ثقافات الشعوب.
ويأخذك الى احدى الصفحات في مطبوعة ويجعلك تشاهد ماذا قالت الصحف عنه. وهذه الصحف هناك لا أحد يطالعها ونهايتها تكمن في اليوم نفسه كورق تغليف لزجاجات الواين في اقرب محل بقالة.
بعدها يتمنى لك وقتا طيبا مع إيماءة غربية جافة كنوع من سمة الخواجة التي تبناها وينصرف بسرعة حتى يمنحك احساس انه وقته ليس له انما للعمل (الأدبي).
من الجدير بالقول ان ما أسلط عليه الضوء هو نموذج مسخ ويلحق به لفض المثقف او الأديب عبثاً.
ويجب الاشارة الى ان هناك اسماء وقامات أدبية عراقية مغتربة حقيقية رصينة اخذت موقعها العالمي التي لا يتجادل فيه اثنان. أما الأدب النسوي فلا يمكن ان تصفه الا بالراقي الساحر الذي هو حقاً في مصاف الكمال واجد الزهو والسرور فيه وأنا اتلذذ في مطالعته.