هناك جانب واحد يظهر من زيارات المسؤولين العرب والأجانب الى بغداد، وهو ما يظهر في الاعلام المحلي والخارجي من اخبار وتقارير ترافق تلك الزيارات أو في حال أحسن عند المؤتمر الصحفي الذي يتحدث فيه أي زعيم زائر بعبارات دبلوماسية وعامة. وهذا ليس أمراً مقتصراً على زوّار العراق، وإنّما ظاهرة عامة في مناسبات شبيهة في جميع دول العالم. غير ان بعض التصريحات والمقابلات في الاعلام الدولي، تلقي الأضواء عن زيارات زعماء ولقاءات مهمة تخص احداثاً وظروفاً لها أهميتها التاريخية، وسوى تلك الحالات، تمضي الزيارات الى أرشيف الحكومات من دون أي أضواء كاشفة عن لمحات خاصة ومحادثات خارج السياق المعلن. دائما يكون الكشف عن المثير من جوانب اجتماعات الغرف المغلقة بعد ثلاثين او أربعين سنة، وحين يكون الكلام غير ذي أهمية في تغيير أي من الوقائع الجارية.
نتمنى ان نسمع من زوار العراق انطباعاتهم وملاحظاتهم الشخصية في خلال العشرين سنة الأخيرة، حين كانوا يلتقون رؤساء الحكومات أو مسؤولين مهمين، وماهي القناعات التي كان يحملها أولئك الزوار وهم يغادرون الى بلدانهم ، لاسيما حين كانت الزيارات تخص ملفات امنية كبيرة في المنطقة او ما يخص الوضع الاقتصادي وافق تطوير العلاقات .
نحن لدينا برلمان لا ينقل الى الشعب الذي يمثله ماذا تتضمن زيارات زعماء الدول الى العراق وما هي طروحاتهم ومطالبهم وآراؤهم، ربما لأن أعضاء البرلمان لا يدرون أو انهم غير معنيين بمتابعة ما تقوم به الحكومات في علاقاتها مع الدول.
لكن هناك لمحات شخصية خارج السياق الرسمي تفيد الباحثين والدارسين ولعلها تفيد المحللين النفسيين أكثر من سواهم في متابعة العقلية التي تحكم وتتصل مع الخارج.
السياسيون العراقيون اعتادوا الكشف في لقاءات اعلامية عن مواقفهم إزاء بعضهم البعض الاخر في احداث بارزة، وغالبا يفعلون ذلك من باب التشهير والشهرة، لكنهم لا يتحدثون عن اجتماعاتهم مع زعامات اجنبية ، واملنا هو أن يقوم “الاعلام الدولي” بكشف ذلك في لقاءات مع زعماء زاروا العراق، لكنني على يقين في انّ ذلك لو جرى سيكون متأخرا جدا ، ولا يفيد العراقيين في شيء.