استكمالاً لما تناولناه في مقالنا السابق هنا في هذا الحيز من صحيفة الزمان والذي اوضحنا فيه حقيقية ما وصلت اليه نتائج النزاع العالمي حول حتمية تقاسم مناطق النفوذ بين العملاقين امريكا والصين بعد ان كان حكراً على امريكا مستندين على وقائع وحقائق على الارض ابرزها استحالة التصادم النووي والوصول الى قناعة ما كان عدد محدود من خبراء الاقتصادوالسياسة قد توقعوه لان لاربح منها الكل خسران فحتكم العقل لقبول تقاسم مناطق النفوذ.والهيمنة على الاقتصاد العالمي .والان ما يهمنا هو ما مدى انعكاسات هذا المتغير على واقع العراق الاقتصادي ؟
ارى كمتابع للمشهد الاقتصادي العالمي وما تدور فيه من احداث متسارعة على الساحة الاقتصادية ان الامور تتجه نحو التحول الكبير الذي سيشهده العراق مستقبلاً بناء على المعطيات التالية .اول المعطيات فان التنين الصيني استطاع الاستفادة من اتجاهات ووقائع الحرب الروسية الاوكرانية وما الت اليه من نتائج غير متوقعة حيث كانت هذه الحرب قد انسحبت على توجهات امريكا والغرب والهائهما في حرب مستعرة استنزفت الكثير من القدرات لكن الاهم انها اي الصين استفادت من انشغال امريكا واوربا والغرب في هذه الحرب فحققت رغبتها في تنشيط صناعتها التي فاقت التصور بفعل انظمة الذكاء الصناعي واقتربت من تحقيق حلمها في مد خطوط الحرير تارةً مع العراق وتارة مع بناءً موانئ في باكستان وايران وتارة مع السعودية …. وهذا ماوصفته في المقال السابق بالدهاء الصيني .وثاني المعطيات فسرعانما انتبهت امريكا بان المياه تجري من تحتها فسارعت الى اتخاذ اجراءات سريعة ومؤثرة تمثلت بتشديد العقوبات المباشرة وغير المباشرة على الصين وتحذير من يتعاطى معها ، وعملت على انتهاج سياسة مرنة ولينية في محاولةلعدم خسارتها لحلفائها في الشرق الاوسط وتحديدً في الخليج العربي وهذا ما بيناه ايضاً وبحسب توقعاتنا وقراءتنا للمشهد الاقتصادي المبني على رصدنا للتنافس المحموم بين العملاقين للحصول على موطئ قدم في هذا التوجه الجديد نحو الشرق الاوسط ،،قان هذه المتغيرات والوقائع تشير الى اتجاه البوصلة لصالح العراق …. وذلك واضح في التنافس والتسابق في الاستثمار في المشاريع العملاقة المفترض تنفيذها في العراق ما يؤكد حتمية هذا التوجه الذي يعكس الارادة الدولية ان احد اهم هذه المؤشرات الرغبة في مد خطوط نقل الغاز من موانئ قطر الى اوربا عبر العراق وهذا ما يدور حالياً في الافق وتؤكده زيارة امير دولة قطر الحالية للعراق ويعد اهم مؤشر في الوقت الراهن .واذا اضفنا الرغبة في تنفيذ مشروعي طريق الحرير وطريق التنمية المزعومين تتضح امامنا الصورة عن مدى قوة تاثير المتغيرات الدولية القادمة على مستقبل الاقتصاد العراقي ….هذه الفرصة الثمينة يتعين على اصحاب القرار عدم ضياعها والاستفادة منها لان مصالح العراق فوق اي اعتبار . علينا الانتظار وهي الى هذه اللحظة احلام وردية هل ستتحقق؟الله واعلم لنتابع ونراقب لنرى .