جاء رجل إعرابي من بعيد على شيخٍ كبير قومه و الدموع تترقرق في عينيه فقال : اود ان اسألك سؤالاً ارجو ان تجيبني عليه بكل صراحة و انت معروفٌ بصراحتك المتناهية ، قال الشيخ : قل ما عندك و سَلّ ، فقال الرجل : أيبكي الرجال و متى ؟ فقال الشيخ : نعم ، تبكي الرجال ، فهي تبكي كثيرا عندما يفقد الرجل أمه ، و يبكي عندما يفقد أباه ، و يبكي عندما يفقد عزيزاً او شهيداً من ابناءه و يبكي لكثرة العوز و الفقر ، قال الشيخ الرجال لا تبكي دموعاً ولا يذرفونها على الوجنات بل يبكي من القلب و تسيل الدموع على جدران القلب و هكذا يبكي الرجال ، فالرجال لا يبكون كما يبكي الاخرون و لا توجد آثار للدمع على وجنات الرجل الباكي بل يبكي من القلب ، فكم منا عانا من الفقر و العوز و الحكومة و مجلس النواب لا يشعرون بهم ، فهم في حاجة الكهرباء والماء و سد العوز و الفقر و كأننا في حصار واسع بأنتظار الموازنة الحكومية لترجع علينا ركيكة ضعيفة بعد ان أقرها مجلس النواب قبل ايام عارية بلا مدارس للأطفال ولا مستشفيات لهم ولا سد رمق المعوزين من رجالنا من العوز و الفقر اذا كان سابقاً فهو الآن يفتكُ بنا و الضرائب كثيرةٌ و كبيرة و المليارات ذهبت مع الاسف الى موريتانيا والسودان و مصر و اليمن و فلسطين و تركيا ، ألا يحق لنا ان نبكي من العوز و الفقر كما قال الشيخ ؟! ان نبكي في القلوب و ليس في مآقينا