حدد القانون الكوني جانبين مهمين وهما جانب الضياء وجانب الظلام وبالحقيقة فأن هاذين الجانبين متعاكسين تماماً من حيث المبدأ لاسيما وان الجانب المضيء تتكرس فيه الفعاليات الحياتية بشكلها الطبيعي ويمتاز بالديناميكية والحركة اما الجانب المظلم والذي تتوقف به نسبياً الحياة ويكون السُبات هو الطاغي على الاجواء وهي من البديهيات التي لا نُريد ان نخوض بها.

وهذا الموضوع بطبيعته يسري على جميع الجوانب الحياتية الاخرى المختلفة وعلى اعتبار ان الضياء تتضح فيه جميع الامور ولا يُخفى معه شئ لذلك تجد فيه جانب الامان والاطمئنان وبعكسه الظلام الذي معه يزداد الخوف وتقل الطمأنينة وفي علم الاجرام نجد النشاط الاجرامي الليلي اكبر من الصباحي لهذا تتخذ الجهات الامنية تدابير امنية اكبر واكثر عند المساء بعكس الصباح الذي تُركز فيه على الجوانب الخدمية وتتحول حتى الاجهزة الامنية لخدمة المواطن امنياً وخدمياً.

وما نُريد الوصول له ان ما ذكرناه اعلاه يسري ايضاً على التكوين الداخلي للبشر فلدى البعض جانب مشرق من حياته واخر مُعتم وقد يعكس جانبه المشرق فتنتج عنه تصرفات مقبولة ومريحه تجعله مقبولاً اجتماعياً والبعض يُظهر جانبه المعتم فتنتج عنه تصرفات غير مقبولة او مُستفزه للأخرين تجعل منه انساناً منبوذاً، وللأسف فقد يكون ذلك الشخص المُعتم في تصرفاته موظفاً في دوائر الدولة هذه المؤسسات اياً كانت مسمياتها فهي وجدت لخدمة المواطن لان اساس وجودها هو الخدمة العامة التي تصب بمصلحة الاغلب الاعم.

رضا مجتمعي

لذلك فأن النتاج الافتراضي لتلك المؤسسات الخدمية التي تعمل لتلبية الحاجات الاساسية لمواطنيها يستوجب معها ان يتم التركيز على صيانة وادامة العلاقة ما بين الموظف والمواطن للخروج بنتائج ايجابية يمكن من خلالها الحصول على مخرجات مقبولة تساهم بتحقيق الرضا المجتمعي على عمل تلك الدوائر.

اما الجانب المظلم الذي يتمتع به بعض اصحاب النفوس الضعيفة الذين يعملون وفقاً لأهوائهم ورغباتهم لتحقيق منافع شخصية محرمة وممنوعة ومنبوذة وبالتالي محبطة للآمال، فهناك فمنهم من يُعرقل الاعمال وبعضهم يؤخرها كعمليات ابتزاز شخصية غايتهم الاساسية منافع شخصية مالية او مادية او ادبية، ولكوننا نعرف يقيناً ماهي المالية والمادية ولكن قد نخشى او نتحرج ان نخوض بالأدبية ولكنها حقيقة واقعية تُعاني منها اغلب النساء والفتيات واللاتي من المفترض ان يكونن مطمئنين عند مراجعاتهم لتلك الدوائر كونها وجدت لخدمتهم وان يكون العاملين فيها على قدر من المسؤولية الاخلاقية لاستقبال المواطن وانجاز متطلباته بكل يسر وسهولة، ولكن وللأسف فأن البعض ينسى نفسه ويعيش مع شهواته ليرى كل من تراجعه عبارة عن كيان جنسي مفترض عليها استقبال تفاهات ونظرات وكلام الاخ المغرم دائماً ليتجاوز ويتجرأ ويطلب رقم هاتفها او يُقدم خدماته اللاأخلاقية علناً دون ادنى خجل، اما اذا علم انها ارملة او مطلقة فهنا تكمُن العبرات ليتحول فجأةً الى كتلة من الشهوات ولا يعلم بأنه سُيزيد من معاناتهن وجراحهن بتفاهاته وانعدام اخلاقه.

متى يتثقف هؤلاء الهمج؟ متى يتعظون من مطبات الحياة؟ الا يتوقعون ان تكون احدى محارمهم بهذا الموقف وتقف امام شخص يحمل نفس هذه الاخلاق والتصرفات الهمجية فما هو موقفهم؟

اذاً نحتاج اليوم الى تنظيف الدوائر من امثال هؤلاء وتطبيق الضوابط القانونية لحماية حقوق المرأة كونها الاساس والشريك الفاعل في المجتمع.

{ استاذ مساعد دكتور لواء

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *