-1-

هناك مَنْ يتقمص شخصية المُحِب للعلم ، ويُظهر نفسه كواحدٍ مِنَ المعنيين بشؤون البحث والدراسات ويتقدمُ اليك راجيا أنْ تُعيرُه كتابا معيّنا يحتاج الى مراجعته ضمن واحدٍ من تلك البحوث :

ولكنه في الحقيقة – للاسف الشديد – لم يُردْ بطلبه الاّ الاستحواذ على الكتاب والامتناع من ارجاعه لاحقا .

وهذه النزعة الذميمة قطعت سبيل المعروف وحالت بين الكثير من الاعلام وبين اعارة كتبهم .

كما قطع المستدينون الذين لا يُرجعون الدين سبيل الإقراض الحسن عند جمهور عريض من الناس .

-2-

ومن الطريف في هذا الباب ان احدهم طالب أديباً بأنْ يُعيره كتابا معينا، فما كان من الأديب الاّ أنْ كتب اليه هذين البيتين :

ألا يا مُستعيرَ الكُتْب دَعْني

فانّ إعارتي للكُتْب عارُ

فمحبوبي من الدنيا كِتابٌ

وهل أبصرتَ محبوباً يُعارُ ؟

-3-

انّ الكتاب هو الحبيب الغالي عند جمهور العلماء والأدباء ورجال المعرفة والثقافة ، ولكنه أصبح للاسف الشديد مهجوراً مِنْ قِبَلِ معظم أبناء هذا الجيل، فقد انصرفوا الى وسائل الاتصال الاجتماعي وقلَّ فيهم من بقي في تماس مباشر مع الكتب ..!!

-4-

لقد استعار احدُهم كتاب قواعد الأحكام للعلامة الحلي مِنْ احد اصدقائه ولم يُرْجِعْهُ ، وحين احتاج المُعير الكتاب المذكور كان قد نسي مَنْ هو المستعير وقَرر ان يكتشفه من خلال القرآن .

لقد فتح القرآن فوقعتْ أمام عَيْنِهِ هذه الآية المباركة :

( واذ يُرفع ابراهيمُ القواعدَ مِنَ البيت )

البقرة / 127

فخاطب زميلاً له اسمه ابراهيم قائلا :

” يا ابراهيم :

جِئْني بكتاب القواعد “

ولم يترك له خياراً آخر .

واتفق انه كان هو المستعير للكتاب ..!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *