قبل عدة سنوات أعلن مواطن عراقي في احدى المحافظات عن تأسيس حزب الحمار، تقديراً لصبره وعمله المخلص في خدمة أصحابه، وظننا للوهلة الأولى انه يتهكم من خلال هذا التسمية لكنه كان جادا وظهر في الاعلام اكثر من مرة ودافع عن « حزبه»، غير ان الاسم والحزب لم يظهرا في قوائم الأحزاب المسجلة قبيل الانتخابات وطوي الأمر. النزوع نحو الحيوانات والنباتات لالتماس الصفات الجميلة لكي تكون عناوين سياسية بارزة، مسألة عريقة في العمل السياسي في الغرب، ولا تزال أحزاب كبيرة في الولايات المتحدة تتخذ من الحيوانات شعارات ترتسم على اعلامها، فالحزب الديمقراطي شعاره الحمار والحزب الجمهوري في الولايات المتحدة شعاره الفيل.
فيما أحزاب الخضر تنتشر في أوربا، وفي بريطانيا يدخل حزب الخضر الانتخابات، كل دورة، وحوله قلة من محبيه وانصاره ورواده على أمل ان تتحقق امانيهم في الوصول الى مركز صنع القرار من أجل مساحة خضراء أكبر يفترشها القرار السياسي ويراعي من خلالها حياة الناس وطموحاتهم. وأعضاء هذا يبدون للعيان انهم أصحاب قضية أكثر من سواهم من الأحزاب الكبيرة التي تنال المكاسب الانتخابية دائماً. وفي دول اوربية يتقدم حزب الخضر بشكل أسرع نحو مراكز البرلمان والحكومة، لكنّ هناك تبايناً واضحاً من بلد الى آخر، كما انّ الفوز منقطع وغير مستمر في كل دورة انتخابية بالرغم من النتائج الباهرة التي يحققها الخضر كما في المانيا
حين حقق حزب الخضر أفضل نتيجة انتخابية لهم على الإطلاق عام 2021، فباتوا ثالث أكبر حزب في البرلمان ودخلوا في الحكومة أول مرة منذ العام 2005.
حيوانات مفترسة ومقززة تليق شعارات لكثير من الأحزاب في العراق منذ عقدين من الزمن، واذا كانت الأحزاب تتحاشى أن تقرن شعاراتها بأسماء حيوانات وصورها، فإن من السهل على المواطن والعراقي الفطن وهم أربعون مليون نسمة في الاقل، أن يطلقوا لقب الافاعي على حزب أو لقب العقارب على حزب آخر أو لقب الديناصور على حزب ثالث.
كم نحتاج الى حزب الحمير الحقيقيين الانقياء الصابرين، لا المستحمرين الساذجين، ليكون داخل العملية السياسية لعلّه يضخ فيها حياة لم تعد موجودة