ان اي مجتمع لبلد ما هو عباره عن مكونات واعراق وطبقات و مجاميع بشريه كل منها له ثقافات وعادات وتقاليد او مفاهيم وقناعات ، وهذه مسالة طبيعيه تجدها في كل المجتمعات ، وهي ناتجه عن عوامل البيئه والمحيط والتربيه وماهو متوارث وعوامل اخرى ، وهذا يعني اننا نجد في المجتمع الواحد عوالم مختلفه ومتعدده وان لكل شريحة او طبقة او مكون اوفئه لها عالمها الخاص • ان من الظواهر السلبيه و الخطيرة التي نجدها في مجتمعنا وخاصة بعد مرحلة السقوط ، او حتى في النظام السابق الى حد ما ،، والتي هي واحدة من صور الارهاب المجتمعي هو محاوله التاثير او التجاوز او حتى الاعتداء على العوالم الاخرى ومحاولة فرض الوصايا عليها واجبارها على تبني خصائص بيئيه ومجتمعيه وقيم وعادات وتقاليد هي لعالم اخر دون احترام خصوصية هذا المكون او الفئه والشريحه او الطبقه ، ومن الامثلة على ذلك ،، ففي النظام السابق ، كان يفرض على الكردي والتركماني ان يقف ويردد شعار الحزب (امة عربية واحدة) ، فما هي علاقة ابناء القوميات الاخرى بهذا الشعار ؟؟!! اما الان فالكارثة اعظم عندما وصل الامر الى تهديد وترويع العلماء والاطباء والاساتذة والعوائل المرموقة والمتحضرة (بالفصول والكوامة والدكة العشائرية) والتي هي بعيدة عنها لا من قريب ولا من بعيد •. ان هذه الظاهره قد تصاعدت في العقود الاخيره بسبب تنامي قيم البداوه والتخلف في مجتمعات المدينه وبالخصوص العاصمه ووصول شخصيات في السلطة تحمل عصبيات وقيم باليه ونزعة متأصلة للانتقام من المجتمعات الاكثر تحضرا وتطورا الى موقع المسؤوليه والقرار في الدوله وهذا في الواقع يمكن اعتباره واحدة من اهم الاسباب المهمة التي تقف وراء هجرة الكثير من العوائل المتحضره و اصحاب الكفاءات العلمية والمعرفية والعلماء ، ويبدو ان هذه الظاهره كانت ايضا وراء هجره مئات الالوف من المسيحيين اوالاقليات الاخرى بسبب هذا الضغط الاجتماعي الشديد الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق الحديث •. ان من الشئ الغريب ، ان هؤلاء الذين يحاولون فرض قيمهم وعاداتهم ومفاهيمهم على الاخرين وكانها مسلمه بديهيه و شيء مقدس لا يمكن مساسة ولا يجوز رفضه او نقده او الاعتراض عليه ويحيطونه بهاله من التبجيل والتعظيم ابتدعوها واوجدوها هم من انفسهم ،،، في حين ان واقع الحال يشير الى ان كثير منها هي بالضد من قيم وقوانين الشريعة الاسلامية والدين الحنيف وتتقاطع وتتعارض معها ، كما هو الحال في قيم البداوة والتعرب وما يرتبط بها من عادات وتقاليد ، و هي التي جاء التحذير منها في الكتاب والسنة ، بوصفها بالكفر والنفاق و (التعرب بعد الهجرة) اي العودة الى الجاهلية بعد ظهور الاسلام العظيم .