الكاتب سمير داود حنوش
وزارة نتمنى من السادة قادة الكتل والسياسيين ومن الذين أنعم الله بهم علينا ممن يُفضّلون مصالح بلدهم على منافعهم ومصالحهم الشخصية أن يتم إستحداثها وإضافتها إلى الوزارات والمناصب الوهمية والهيئات الفضائية التي تستحدثها متطلبات إقتسام الغنائم والكعكة بين أصحاب المغانم لتسهيل عملية إنتحار أي شخص يرغب بذلك وتعريفه بالطرق المناسبة للموت على أن يتولى هذه الوزارة شخص زاهد في الحياة ومافيها وفي نيته الإقدام على الأنتحار بعد أن يأس من هذه الحياة وأن يُعطي تعهداً بعدم الأنتحار إلا بعد مرور أربع سنوات وهي فترة توليه مسؤولية هذه الوزارة، ولكن المصيبة من أين يأتون بشخص يزهد في الرواتب والأمتيازات والمنافع ولا يطمع بها، أين ذلك المسؤول الذي يتولى مسؤولية هذه الوزارة دون أن ينتفع من وارداتها ومنافعها، ثم من يقول أن هذا المسؤول ستراوده فكرة الأنتحار بعد كل هذا الخير والنعيم.
لانريد منكم إستحداث وزارة للسعادة فهي على ماتبدو ترفاً للشعب العراقي فيما إذا تم إستحداثها لأنه ترف وبذخ لايستحقه فليس من المفترض أن يأكل الشعب كل يوم (تفاح) على رأي وزير المالية، لذلك إرتأينا نحن الفقراء إستحداث وزارة للمنتحرين لمساعدتهم في إنهاء حياتهم بأسهل الطرق وأرخص الأسعار وعدم تكليف الدولة أية مصاريف أو خسائر مادية أو معنوية.
وزارة الأنتحار لو إستُحدثتْ ستساعد نسبة كبيرة من الشعب على التخلص من حياتهم بأنسب الطرق على أن لاتتحمل الدولة تبعات ذلك الفعل فما يحدث من أسباب ومسببات لجعل المواطن يقرف من حياته من غلاء وبلاء وجوع وبطالة لادخل للحكومة بها لأنها من صُنع هذا الشعب الذي كثيراً مايتشكّى (ويجعل من الحبة كبة) كما يقولون، وهو شعب يرغب بالحياة كثيراً ويحب الأمل ويعشق التفاؤل وهو الخطأ الفادح الذي يرتكبه.
أوجدوا له وزارة للأنتحار أيها السادة وأضيفوها إلى حصصكم فهي لن تكلفكم شيئاً ، بل على العكس ستوفر لكم مزيداً من الحصص التموينية والماء والكهرباء وتساعدكم في عدم إزدياد النسب السكانية للشعب والتي تسبب لكم إزعاجاً وإرباكاً في خدمة هذا الكم الهائل من المواطنين وتتيح لكم عدم التفكير والإنزعاج في مطالبات المواطنين.
هي وزارة ستكون مردوداتها المالية وفيرة جداً أكثر من مردودات إرتفاع أسعار الدولار على الفقير التي بشّرونا بأنها أحدثتْ فرقاً هائلاً في الموارد ولاندري أين ذهبت تلك الموارد؟ وأين صُرفتْ؟. وأفضل من وزارة النفط التي وصل سعر البرميل إلى معدلات قياسية ولازالت أحاديثها نفس الطاسة والحمام، وكذلك ستكون أفضل من وزارة الكهرباء التي صُرفتْ عليها المليارات دون أن نرى أي فرق في ليالينا دامسة الظلام ولهيب صيفنا القائض، ولازلنا حتى في القرن الواحد والعشرين نستعمل (المهفة). ولاتنسوا أن إستحداث وزارة للأنتحار سيوفر لوزارة التجارة مبالغ الحصص التموينية العظيمة التي تتكرم بها علينا وتُصدّع رؤوس المواطنين في كل مرة تنوي توزيعها. هو إقتراح نرجو من جنابكم الموقر التفكير به ودمتم ذُخراً للمنتحرين.
التوقيع/مواطن يرغب بالأنتحار..!