اعتدنا انا والصديق العزيز الكاتب والشاعر حسن عبد الحميد ان نتبادل الكلمات عبر كتابات فيها شيء من الفلسفة المبعثرة والتعبيرات التي تحوم في افق التمني والاهات ، واحيانا كل منا يكتب مايشاء دون تواصل في المعنى ، وربما تأخذ بعض الذكريات حيزا ضئيلا من مساحة الكلام ، في حين تطغي هموم اختناقاتنا على المساحة المتبقية من الكلام ، دون ان نعرف ماذا نريد او كيف سيصلح الزمن نفسه ، او ربما كيف سنغير انفسنا ، ولانها اسئلة لم نجد لها جواب نضطر ان نبتلع المرارات ، ونحن نتذكر احلامنا المقيتة .

بعض من كتابات حسن كانت مقاطع شعرية منتقاة من قصائده ، كنت حين اقرأها استمتع بها وكأنها تطربني لأن كلماتها الشفيفة والانيقة فيها الكثير من الرومانسية والشغف الوجداني ودغدغة المشاعر ، وقلت له ذات يوم انك تكتب الموسيقى ، ففي كلماتك روح لنغمات تجعلني اسمعها كأغنية اكثر مما اقرأها كشعر .

ويأتيني بعد لحظات رابط ومعه كلمة : اسمع ، حين فتحت الرابط واذا بأغنية جميلة جدا ومكتملة كلاما ولحنا واداءا كتب كلماتها حسن عبد الحميد ولحنها فاروق هلال وغناها حازم فارس .

وأكمل قائلا : وكتبت عدة اغاني اخرى ، وكما ذكر في اعلان الاغنية شعر حسن عبد الحميد ، ولم يكتب كلمات حسن عبد الحميد .

هذه الملاحظة واقتحام حسن عالم الاغنية جعلني اتساءل ، هل يترفع الشعراء والشاعرات على كتابة الاغنية ؟، وهل في ذلك انتقاص من قيمتهم وهيبتهم ؟ ، ام انهم لم يفكروا بذلك ، في حين كبار الشعراء كتبوا لام كثلوم وعبد الحليم وعبد الوهاب ، ومن الشعراء العراقيين مظفر النواب ، زهير الدجيلي ، كاظم الركابي ، عبد الرزاق عبد الواحد ، عريان سيد خلف ، واخرين ، وهذا كان في زمن مضى ، فلماذا لا تتكرر تلك التجربة في هذا الزمن الذي شهدت فيه الاغنية العراقية انحطاطا وسذاجة وسخف في الكلام ، لماذا لانجمل الاغنية بكلمات شفافة معبرة فرحة ، تنشد للوطن للحب للحياة ولكل احاسيس الناس ومشاعرهم ، لماذا ندع الاغنية تسبح في مستنقع السوء والرذيلة ، وهي الجمال بكل مافيه من بهجة وفرح ، ذكريات وتمني وفاء وقيم ، نحن دائما مانحفظه من الاغاني هي كلماتها وتبقى تعيش معنا طول الوقت ، بل غالبا مانرددها وقت ما تتلائم مع ظرف ما يمر بنا ، بمعنى اخر نتأثر عاطفيا او فرحا وربما حزنا حتى البكاء بكلمات الاغنية ، وهذا سبب نجاح الكبار من المطربين ، لان الكلام هو الذي يقود الى اللحن ويحركه لينسجم مع قصة الاغنية .

دعوة للشعراء ان ينقذوا الاغنية العراقية من مستواها الهابط والمتجه نحو السقوط والاشمئزاز.وحسنا فعلت اخي حسن اذ حركتني باتجاه كتابة هذا الموضوع محققا وعدي اليك عندما اخبرتك : سأكتب عن الاغنية قريبا .ولك اقول ياحسن اكتب اكتب لان الاغنية تحتاج كلماتك .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *