بِسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً (المائدة:3)
أمام المشهد الرهيب والمبارك للكعبة المشرفة، قبلة الإسلام والمسلمين، والإنسانية جمعاء، في السنة العاشرة للهجرة النبوية المباركة، وأمام أكثر من مئة ألف مسلم ومسلمة، “النخبة المخلصة والخالصة”، وقف سيد البشرية كافة وخاتم الأنبياء والرسل، النبي الأعظم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ليعلن للناس أجمع خلاصة الأسس الصحيحة والسليمة للإسلام من كل شائبة وبدعة إلى يوم القيامة، حيث تضمنت قيمًا دينية وأخلاقية عديدة، وعلمهم فيها أمر دينهم ودنياهم، وأوصاهم بتبليغ الشرع إلى من غاب عنها، والتي سميت بـ (حجة الوداع) وهي أول وأخر حجة للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، بعد فتح مكة المكرمة.. قائلاً: “أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ، كُلكُّمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب، إن أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ..”
هكذا سلم النبي، عليه أفضل الصلاة والسلام، رسالته الناصعة من كل بدعة أو نقص، إلى الخلق كافة في كل زمان ومكان، وليتحمل (وزر) كل من يخونها، أو يتلاعب ببلاغتها ونهجها. “أَلاَ هَلْ بلّغتُ، اللّهمّ اشْهَدْ”.. نعم بلغت يا سيدي يا رسول الله.. ونحن معكم من الشاهدين.