واقبل العيد فإذا المترفون من نَواب وغيرهم أصحاب الرواتب الفلكية مقبلون على عيدهم كما اقبل عليهم عيدهم لا يشعرون بأن ملايين الناس في كل مدن وقرى العراق قد كانوا ينتظرون العيد كما كانوا ينتظرونه ويتشوقون اليه اكثر مما كانوا يتشوقون اليه، ولكن العيد اخلف موعده ارسل الفقر والعوز نائبا عنه وأرسل َمع الفقر والعوز حسرات وعبرات و زفرات وشقاء ملحا وبؤسا مقيما. نعم انه وطنهم مريض وإن مرضه الفساد الَمهلك، هذا البلد الذي كنا نراه اهلا للحرية والامن والعدل الاجتماعي والذي افنينا شبابنا وكهولتنا وقوانا لنظفر له ببعض حقه من الحرية والعدل والامن، ثم ها نحن اولا نراه مغلولا لا يقدر يتحرك معقود اللسان لا يقدر على أن ينطق.