لاينكر دور الترجمة في نشر الوعي بين الشعوب المختلفة كونها الجسر الذي يربط الثقافات المختلفة بعضها ببعض وتقلل المسافة بين الأمم المختلفة عل وجه المعمورة . طبعاً، الترجمة ليست عملية سهلة وتعليم اللغة الثانية ليست كفيلة بأن يقوم أي شخص بعملية الترجمة ويبدأ بترجمة كتاب أو نص معين.
الترجمة فن وأمانة ، فن لأنها تفرض على المترجم أن يكون ذا قدرة كاملة في أدراك خفايا اللغتين من التعابير والمصطلحات وبمقدوره أن يصل محتوى النص مفهوما دون أي تكلف ، وأمانة لأنها على المترجم أن يلتزم بنقل ما جاء في النص كما هو ويبتعد عن أي تصرف لا يخدم الأمانة في التعامل مع النصوص المختلفة. أسفنا شديد،نرى اليوم نصوص مترجمة من قبل أشخاص غير كفوئين في الترجمة ولم ينجحوا في ايصال محتويات نصوصهم المترجمة، والأكثر من ذلك هناك بعض لم يلتزموا بالأمانة في ترجمتهم وخانوا الأمانة بمعنى الكلمة وترجموا “فقرات” في النص الأصلي في غير معناها الوارد عمدا، و يأخذون في الحسبان معادلات كثيرة منها الأقليمية!!
على “المترجم” الذي اراد ترجمة نص معين أن يفهم مهمته الأولى والرئيسة في “ترجمته” وهي ليست إلا نقل محتويات النص الى لغة ثانية كما هو في النص الأصلي من أجل ان يستفيد أبناء محيطه الذين لايجيدون لغة الأصلي للنص من محتويات النص،وان لم يصل محتوى النص كما هو ، فحينئذ تفرغ الترجمة من جوهرها الحقيقي ولا تتحقق أهدافها النبيلة المعروفة لدى الكل.