تقول الحكمة الآشورية :
(لا تدع أحداً يدوس على قدمك، فربما غدًا يدوس على رقبتك ).
تذكرت المثل الآشوري و في ذاكرتي ((محاكمة الغربان))،،لو نظرنا لطيور الغربان وابحرنا في احكامها فسوف نجد ما لا يصدقه عقل ، وكنا نطمح أن نحظى بمثل هذه المحاكم ،حيث تعقد الغربان محاكم منظمة جدا وعادلة. والاغرب من ذلك،تصدر محاكمها احكاما يتم تنفيذها بشكل عاجل وفوري عقب النطق بالحكم، فليس لديهم استئناف او تاجيل في القضية .ففي محاكم الغربان تقوم الغربان بمحاكمة أي غراب يخرج على نظام العدالة الفطرية، ولديهم الجرائم تنقسم الي ثلاثة الجريمة الاولى : هي جريمة اغتصاب طعام الأفراخ الصغار :
والحكم فيها بان يقوم الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزاً عن الطيران كالأفراخ الصغيرة..اما الجريمة الثانية: وهي جريمة اغتصاب العش أو هدمه وفي تلك القضية تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد..
واما الجريمة الثالثة: وهي الاعتداء على أنثى غراب أخر ، وتعد هذه الجريمة من اشد الجرائم و تحكم فيها المحكمة باشد العقوبة وهي بان يتم قتل الغراب المعتدي ضربا” بالمناقير الحادة حتى الموت. و تنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة ، حيث تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد، ويجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة .وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ، ويخفض جناحيه ، ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه.فإذا صدر الحكم بالإعدام ، قفزت جماعة من الغربان على المذنب توسعه تمزيقا بمناقيرها الحادة حتى يموت ، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا”، يتناسب مع حجم جسده ، و يضع فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب احتراما” لحرمة الموت. تأملت محكمة الغربان ،واستذكرت سرقة القرن الذي قال عنها وزير المالية السابق (علي عبد الامير علاوي) بأنها تجاوزت ال (10مليار دولار ) ، أعلن فقط فيها عن (2.5مليار دولار ) ، ولازلنا نجهل اين ذهبت أموالنا ؟!و ما هو مصير السراق الذي ظهر منهم (نور زهير )؟!..ولازلنا نجهل اين ذهبت (387 مليار دولار )المفقودة خلال (6) سنوات والتي كشف عنها المرحوم د.احمد الچلبي؟! .. المأساة الحقيقية ، لو عزمنا على كشف السرقات لاحتجنا إلى سنوات ،وسجن المئات من الحيتان لنحاكم (الحرامية الغمان) بعدل وإنصاف الغربان .. اللهم افضح السارقين المارقين.. وانصف عبادك المستضعفين .
{ مجلس الخبراء العراقي