السياسة … بشكل عام ليس لها قواعد ولا أخلاقيات ، وانها تقع تحت مقولة شعبية في التراث المصري (الذي تغلبوا العبوا) .
وما ما يكتبه الاكاديميون والمحللون السياسة من نظريات توضع على صفحات الكتب هي عبارة عن نصوص تهريجيه لا أكثر ، وكلها تتحدث عن ممارسات لشخوص تحكمهم أهوائهم ورغباتهم الشخصية ، فكان لها انعكاساتها على الواقع السياسي ويشمل هذا التجارب الغربية منها والعربية.
واليوم سوف نستعرض ما يتشارك به السياسيون العرب بنظرتهم الى الشعوب التي ينتمون لها وهو تقسيم البشر بأنواع ثابتة لا تقبل التغير ، وهذا سوف يساعدنا في فهم العقلية السياسية للسياسي العربي لعنا بهذا نصل الى ما هو السبب في ما يحدث في عالمنا العربي من انهيار الاقتصادي والاجتماعي بسبب القصور الذهني لهذه الشريحة في فهم ما مطلوب منها وما عليها .
وتقسم البشرية في المفاهيم السياسية العربية الى ثلاث اقسام وهي (المنتفعون – الأغلبية الصامتة – والمتمردون) ، ولا وجود لمصطلح أخر خارج ما ذكرت وسوف نذكر ما هي تلك الأقسام .
المنتفعون
وهم المفضلون عند الساسة العرب ، ويقسم هؤلاء الى قسمان (المنفعون مادياً والمنتفعون معنوياً) .
الأول منهم وهم المستفادون من تلك الهبات والمكتسبات المالية والأخرون هم الذين يركضون خلف ما يعرف بالانتماء الطائفي او الشعارات القومية دون النظر الى المعاير التي تحكم القيم الحياتية ، وهم بمثابة الدابة التي يركبها السياسيون للوصول الى أهدافهم السياسية .
الأغلبية الصامتة
وهم من يخضع لعدد من الضغوط التي تجعل منهم تحت هذا التصنيف الأولى الخوف من مصادر التمويل الحياتي ، وأخرون من يمتلك الخوف من لفت الأنظار انهم ينتمون الى الرافضين بالطريقة الصامتة لساستهم وهذا ما أعطاهم اللقب بجدارة ، ومنهم من يمتلك صفة الخوف من الدخول في أي معترك سياسي او حتى الحديث به
المتمردون
ومن تحت شعار (الذي ليس معنا هو ضدنا) يتعامل الساسي العربي بهذا المنطق على نطاق واحد ، وهذا ما يؤكده عدم وجود معارضة حقيقية والمضي في تصفيتهم ونعتهم بالمتمردين والخونة والمتآمرين على السلطة التي يمثلها هم ، وكأن الوطن يقتصر على مجموعة شخصيات خدمها الحظ وهذا بسبب وصول للسلطة والاستحواذ على الحكم لا يتم الا من خلال الانقلابات والتدخلات الخارجية وافتقارها الى المفاهيم الديمقراطية المتعارف عليها .
من هذا نفهم الرؤية الساذجة للسياسي العربية في التعامل مع طبقات الاجتماعية وتقسيمهم حسب ما ورد ، وهذا هو الواقع المتعارف عليه في الساحة السياسة ، والحق يقال ان العرب لا يمتلكون شيء العقلية السياسية ، بسبب ان هناك ما يعرف ب(التراكمية الرجعية) فالشعوب العربية ومنذ حصولها على الاستقلال المنقوص ، وهذه حقيقة فكل الأنظمة لغاية يومنا هذا ، وهي أنظمة ذات تبعية مقيتة ولا تملك فرصة اتخاذ القرار بسبب الرجعية السياسية ، وتخلف الأنظمة القائمة على الحكم وهذا يشمل جميع الأنظمة العربية بلا استثناء .
وفي النهاية أود الاستشهاد بمقولة (ان السياسية العربية في منظورها ان الوطن عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة من اللصوص , ليس لهم علاقة لا بالسياسة ولا بحكم ولا بإدارة دولة)