بعيدا عن فلسفة تحليل الأداء او التصيد بالماء العكر … فان مجرد تنظيم العراق لبطولة غرب اسيا حمل مضامين رسائل إيجابية عدة .. اذ ان تنظيم الفعاليات الجماهيرية والإعلامية اخذ حيزا وبعدا اعمق واكبر بعالم العولمة سيما ما درج منه تحت عناوين ناعمة ..
وقد تحقق الهدف المعلن من خلال فوز الأولمبي بكاس البطولة ( نعم أأُكد انها بطولة وبها مشاركين جاؤوا للمنافسة فضلا عما يتعلق باعداد الفرق وبناء الأجيال ورفد المنتخبات واثبات صحة المنهجية )..
قبل كل شيء لابد لنا ان نبارك للاخوة في اتحاد الكرة عامة على الإنجاز ورئيسهم الأستاذ عدنان درجال خاصة .. كما نشد ونعلن دعمنا للملاك التدريبي والكابتن راضي شنيشل الذي عرف بكلمة (سيد) بما تعنيه من اخلاق وحسن سيرة منذ التسعينات حينما كان محترفا في قطر وما زال الاسم يرافقه اين ما حل وارتحل ..
السؤال .. هل يستطيع هذا المنتخب الوصول أولمبياد باريس ويهيء لاعبين لمنتخبنا الوطني للتاهل الى مونديال 2026.. وتلك اهداف كبرى لا يمكن التنازل علنها وعدم بلوغها يعني مشاكل كبرى تتغير معها قواعد العمل واللعبة داخليا – لا سامح الله –
وقد شاهدت منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وأستراليا .. وحتى ايران التي قيل عنها انها لم تشارك بمنتخبها الأصلي المعد لبطولة باريس ووجدتها فرق قوية جدا . كما شاهدت مؤخرا تصفيات افريقيا المقامة بتونس ووجدت المنتخبات الافريقية تلعب كرة حديثة جدا وتتمتع بمواصفات فنية مهارية انموذجية واغلب لاعبيهم يحترفون في اوربا .. مما يجعل من المهمة صعبة وتحتاج عمل وجدية اكبر .
نعم اثق بقدرات الكابتن شنيشل وملاكه وبقيادة الاتحاد ولاعبينا .. لكن بعيدا عن أي مجاملات ما شاهدناه في غرب اسيا لا يحقق المطلوب .. نعلم ان فترة الاعداد قليلة وتخللتها كثير المشاكل والمصاعب .. الا ان بلوغ هدف أولمبياد باريس المترابط والذي يجب ان يؤكد طموحنا لبلوغ مونديال 2026 سوف لن يكن مستحيل شريطة ان تتوفر الموضوعية للملاك التدريبي من خلال حرية الاختيار وبعيدا عن جميع أنواع الضغط فان ( منافسات باريس غير نهائيات بغداد ) .. وهنا لا أت بجديد ولا اعتقد ان ذلك يغيب عن مفكرة الكابتن ( السيد ) ولا الرئيس ( درجال ) ولا من السادة الخبراء والمحللين والزملاء الصحفيين والإعلاميين ..
المطلوب .. دعم الفريق بجودة لاعبين جدد قادرين فعلا على تحقيق ما نصبو اليه .. وغرب اسيا بعيدا عن التهويل والزخرف – الذي كان مطلوب في حينه – تدعونا العودة للواقعية والبحث عن اللاعب القادر فعلا على ذلك . ثم يجب الاعتراف بحاجة المنتخب الى محطات تجمع مبكرة ومريحة مع عدد كبير من المباريات التجريبية القوية التي تمتلك قدرة اعطاؤنا دفع وتعزيز وخبرة وثقة بالنفس .. لا ننسى أهمية ان يكون للحكومة دعم خاص بالمنتخبات التي تنتظرها بطولات تشكل هويتنا وتعزز وحدتنا الوطنية ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق !