خطوة في الاتجاه الصحيح يجري العمل بها في بغداد من خلال دعم المشاريع الصغيرة للشباب الذين أكملوا دورات تدريبية صادقت عليها البنوك المخولة بالتمويل. لكن هذا التوجه بحاجة الى توسيع الرؤية لكي يكون دعم المشاريع الصغيرة ضمن توجهات الوزارات، اذ توجد إمكانات في بعض الوزارات لاستقطاب الشباب المتعلم من الخريجين الذي لا يجدون فرصة عمل بسبب قرارات التعيين المركزية شبه المحدودة، وكذلك لاستمرار تفشي الفساد في تحصيل الوظائف الحكومية، اذ لا تزال “عصابات” المتنفذين السياسيين تبحث عن عمولات للتعيين في بعض الوظائف الشاغرة الدائمة أو الوقتية أو الوهمية.
لابدّ أن تكون للوزارات مجسات في استقطاب الكفاءات الشابة والترويج لدعمها بحسب الإمكانات الذاتية للوزارات، لاسيما تلك التي لها إيرادات مستمرة تتيح التمويل الذاتي من دون الاعتماد على تخصيصات الموازنة العامة والبنوك.
هناك كفاءات واعدة لدى الخريجين الذين تدربوا في سوق العمل الخاص لثلاث أو أربع سنوات، وانه آن الأوان ليكونوا على رأس مشاريع صغيرة مدعومة، في مجالات مختلفة، منها الالكترونيات والبرمجة وعالم الحسابات الفردي والشركاتي، فضلا عن أطباء في بداية الطريق بحاجة الى العمل عبر مشروع طبي موحد في مجمعات يكون لهم فيها نسبة مالية معقولة تحت اشراف أصحاب الاختصاص من الأطباء الأقدم.
الخلاصة هي انّ كل التوجهات التي تحاول أن تحتضن الشباب وتحميهم من مهاوي الضياع والبطالة والهجرة الى خارج البلاد، لابدّ ان تخضع لاستراتيجيات عامة ذات ديمومة لا تنتهي مع نهاية حكومة معينة ومجيء أخرى، كما يجب الا تكون المبادرات ذات النفع العام اجتهادية فردية، وخاصة بمدينة دون أخرى.
انّ العمل في المشاريع الصغيرة هو ثقافة من ثقافات المجتمع الواجب ترسيخها لمنحه هوية لها خصائص حب المثابرة والاجتهاد والتطوير وصولاً الى الابتكار والنهوض بقطاعات أوسع.
من هنا، نحتاج توظيف كل الجهود العامة للدولة من أجل إبعاد شبح اليأس عن الشباب العراقي، بعد سنوات طويلة من الإحباط وانشغال الحكومات السابقة عنهم بتفاهات ومحاصصات وفضائح يندى لها الجبين.
نجاح المشاريع الصغيرة هو مشروع عظيم للبلاد