مؤلم أن تحيا بين جدران الوجع ، تتصدع أفكارك وتأخذك ، إلى اخاديد يتسرب منها المخاض ، لن يجهض القهر عارياً ، لم تخلق الذاكرة ألا من رحم الندوب ، عرتها حقيقة الزيف أنتَ مبصر ، برقعة عمياء من الواقع ، والطعنة الكبرى كشرت أنيابها ، داخلك يكتبكَ مزاراً للحزن ، هو أنشودة بضريح مقدس ، يتوافد إليه حشود الجرح ، يطوفُ حوله نهر الغربة ، تمرُ الثواني كالمقصلة ، إلى أين وجهتك بأحمال ثقيلة الوقع ، أما كفاك تيهاً بماضً أسود ، نجمكَ الساطع بدأ يخمد ، كلما هزّ الريح بابك ركضت مهرولاً علها أتت ، فتعود وعينيك غارقة الدمع ، تخبئ الحب بوسائد الحرمان ، ومعاطف الصبر تخون جلباب الضياء ، علَّ يوماً تعود من فارقتك ، ربما الوقت مكبس مكسور لكل عاشق ، يعيش وحيداً بأمل الإنتظار ، أعلم خسرت الحياة وضيعت الفرص ، أنا بدوران كبير تجرني سحب مثقلة ، بسطور أخيرة من إيادي الوداع ، براثين الفقد تنهشُ ثواني الوله ، حبكِ يملأ محيطي ، كنسائم الفجر تريدُ البوح سراً ، أعودَّ للواقع ليس من الممكن أَنّ ألمسكِ ، أنتِ بذهني يقين حي وحر ، من يحمل عطركِ وأنتِ قنديلاً ، يضيء القلاع لا شيء كضوئك ، معبدهم رياء ومعبدكِ حضارة نقشَ عليها سرُ أنفاسكِ الطاهرة ، أتعودين يوماً ؟ أنا صدقت حقل وعودكِ ، تحتَ خيمة الليل ظلكِ الفضي يختبئ ، ووجهكِ يتوهج عبر أثير هيامي ، ففي عينيكِ إلتماع نجمة ، وهذا الصمت مليء الأسى ، كفرسً جموح تموتَ بعزةً ولا تنحني ، ثمَّ يقودني ضجيج الحنين إليكِ ، أراكِ تتوهجين كل لحظة بخيالي ، تحلقين بي كموج قديم ، يراقصَ فراشاتي المزكرشة على وهج الشموع ، أبحرُ بفضائكِ اللا زورد ، أفتشُ عني داخلكِ خلف الحجاب ، هلا أتيتي نحررَ أغلال اللغة ، مصلوبة قصائدي وقلتِ إنكِ آتية ، إيقنتُ لوهلة حقيقة الموقف ، تركتي بقلبي غصةً وفصول مرهقة ، صقيع الغياب يمشط ضبابية الوله ، إصغي فلا شيء هناك ألا عالم الوحدة ، أواجه معاركي الشرسة وأستفحلت أذرع العزلة ، كيف تحترفين البعد وحدكِ تعلمين عمق الكارثة ، روحكِ تواري لهفة الأشتياق ، فمن يراني يقرأني ضجةً تثير الشك ! كأن ذكرياتكِ تسكبُ الملح بالمآقي ، تبقى المسافات مجردّ ظواهر ، أنتِ سرٌ أخشى البوح بهِ ، كثيراً تمردت على رسائل سوداويتي ، علني أستطيع نسيانكِ وأقاوم الحياة ، فأرى المأساة بوجهٌ آخر ، منقوشةً بزخارف مذهبة ببوابة عشتار ، أهوى الغرق ومصاب بلعنة الآرق ، بتُ على عتبات الجنون بشكلٍ أدق ، فعثرتُ بحجرتين سببت أزمة ملحة ، لم يسعفني الأمر ألا إنتكاسةً جديدة أواري تقاعسي ، ألتفّ حول النار ، حافياً مدمدم وأرمي الحصى ، فتمرني وجوه جميلة ذات عفن أسود ، لا ترفعون أصواتكم الحزنُ أبيض بحضرة الضياء ، فكرة تغزوَ قلبي تقذفُ بي لساحل مبهم ، أحملُ على ظهري صليب العمر ، وأسفار منسية ترقبُ القمر ، أرخيت سلاسل الفقدان ، متعبة خيول ذاكرتي متجهةً نحو غروب الشمس ، أدركتُ تواً عمق المأزق ، أهي أزمةً وأنتهت أم سراباً يغفو ويصحو ، حقاً عالق كغريب تائه ، يجوبُ الأراضي والبحار السبع ، أضمحلت أزمنة الوداع ، فروحكِ معي أينما ذهبت ، أنفاسكِ تحيطني والماء يسري للعشق ، فأرسم خارطة شعري بمسافة واحدة ، أخشى أقرأكِ للملأ ، فأكتبكِ قافيةً بمحراب قلبي ، وأحوكُ من جديلتكِ حلم بأصداف المحارات ، يا فراشة العمر وسيدة النساء أحبكِ