يقول الجدل الديالكتيكي عند ارسطو أن لكل شي نقيضه الثابت ” ابيض ، اسود” احمر ، اصفر” “الخير وضده الشر ” ولايوجد أي تفاعل بين هذا الاضداد للوصول الى اي هدف منها مطلقاً .
خالفه الفكرة هنا هيجل من حيث ان الاضداد ممكن أن تتفاعل فيما بينها للخروج بفكرة افضل من المتضادين وهي فكرة لاتتميز بثبات حتماً عموماً مايهمنا هنا بين ماذهب اليه ارسطو او هيجل هو مايدور في اروقة الازقة الاجتماعية من نقاشات غير هادفة وليس فيها ادنى فكرة ايجابية قد تخدم المجتمع والانسان فهي جدالات لا اورسطوية ولا هيجلية (جدالات ديلكتيكية فارغة تماماً )
لاتفضي الى أي شئ .
طبعاً يحاول الانسان بلعادة أن يثبت وجهة نظره في معركة فكرية وهمية شرسة يتخللها الصراخ والتجريح والاتهام للااسترداد قيمة معنوية في ذاته والانتصار الى وجهة نظره وليس الوصول الى فكرة تخدم المجتمع من خلال” النقاش” كما ذهب هيجل .
وقد يؤدي هذا التنازع والشد في الحوارات احياناً الى التطرف الفكري والكره والاحباط وفي بعض الاحيان حتى الاكتئاب بين المتحاورين .
الجماهير وللااسف الشديد وكما يقول غوستاف لوبون في كتابه سيكولجية الجماهير ” عاطفية ” لاتركن الى المحاجات العقلية والفكرية الناضجة لذلك تتفاعل مع الافكار على نحو عكسي فترى جميع من يشاهد النقاش بين شخصيين ما متافعلين معهم على نحو مغاير تماماً وينشدون الى ذلك بقوة والمشكلة الاكبر والاعظم أن جميع هولاء غير قادرين على تغيير قرار سياسي او اجتماعي او اقتصادي ما وعندما تسنح لهم الفرصة بذلك يتخذون القرار الخاطء
” الاندفاع نحو العاطفة والتفاعل العكسي “
لايدرك الانسان ان مايرفعه امام ذاته والاخرين هو تمسكه وايمانه بقضية عادلة واخلاق سامية وخالدة قد تعيش بعده كثيراً وهنا تكمن العظمة ويكتمل الكبرياء .
فلماذا هذا الجو المشحون خلال النقاشات الفكرية سواء كانت دينية او سياسية ! التي لاتسمن ولاتغني من جوع ولافائدة منها مطلقاً والاجدر والافضل عدم الدخول فيها والابتعاد عنها .
وتذكر دائماً أن عقلك ووقتك أكبر واثمن من أن تدخلهُ في نقاشات فكرية لافائدة منها مطلقاً .