أعتقدُ أن التخطيط في أي مجالٍ أو عمل هو الأساس الذي يرتَكزُ عليه في النجاح، ومن أهم هذه الأسس التي تكون أساس بناءٍ أي مجتمع هي العملية التعليمية والتربوية، فتقدم وبناء وتنشئةُ الأجيال تأتي من وضوح ونجاح العملية التربوية وتطور واقعها التعليمي، لكي يكون هنالك أجيال متعاقبةٌ لديها القدرة والفاعلية على البناء، أما إذا حَدث عكس التطور والنمو فالواقع التربوي سيمضي بِخُطَى حثيثةٍ نحو الانهيار لا سامح الله، فمــــا نشهدهُ من تدهور في تركيبة العملية التربوية والتعلــــيمية سيؤدي لا محال إلى نتائجَ كارثية تُلقي بظلالها على مجمل العملية التربوية إذا بقي الحالُ على ما هو عليه الآن، وقد يكون الأمر منطقياً فيما نشهدهُ من تعطّلٍ وخراب في مجمل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية!!

لكن أهمية القطاع التربوي والتعليمي يجب أن تَحُثّ الجميع على الانتباه إلى ما يعانيه من أجل إنقاذه من الاخطار المحدقةِ به لما لهذا القطاع من مساس بحياة ملايين المواطنين من طلبة وعوائلهم ومدرسين ومعلمين وارتباطه الوثيق بصلاح المجتمع ومستقبله، فالقرارات الارتجالية غير المدروسة ستؤدي الى كوارث وغياب التخطيط في أي جانب سيصعبُ المهمة لاحقاً؟؟

فالمطلوب الاهتمام بهذا القطاع الاساسي والمهم من خلال مواجهة كل المشاكل ومحاولة القضاء عليها او تحجيم المشكلات من خلال تشكيل هيئة عليا بأسم (الهــــــيئة الوطنية العليا للنهوض بالواقع التربوي والتعليمي) لتكون المنطلق الحقيقــــي وبداية ترتيب الخطوات والادوات وأساس لوضع الاسس للنجاح المنشود، وتتبـــــنى وضع خطط إصلاح وترميم القطاع التربوي وحل جميع المعوقات والمشاكل التي تعترض النهوض بهذا القطاع وأن تضمَ هذه الهيئة شخصيات تربوية وعلـــمية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة من وزارات التربية والتعليم العالي والتخطيط وغيرها من الوزارات التي يمكنُ العمل من خلالها ويمكنها ان تضع الخطط العملية والاجراءات المناسبة للنهوض بالواقع التربوي والتعليمي وان يكون هـــناك دعم من وسائل الاعلام والمجتمع بمختلف شرائحه، لكن موضوع الواقع التـــربوي والتعليمي يجبُ ان يحظى بالاهتمام الذي يستحقه من الجميع، حتى لا نجــــد انفسنا في يوم من الايام امام كارثةٍ حقيقية لا يمكن القضاء عليها، فالواجب هو الاهتمام والعــــــمل -ليلَ نهار- على اصلاحِ هذه المنظومةِ وتطويرها وتقدمها وازدهارها ولتعود العمليةُ التعليمية والتربوية الى سابقِ عهدها حين كنا مناراً بالعلم والعلماء.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *