في السادس والعشرين من حزيران الماضي أصبحت فرنسا خامس دولة تمتلك الصواريخ فرط الصوتية، وذلك بعد روسا والصين وأمريكا وإيران، ونشير إلى أن إيران سبق لها أن أعلنت في السادس من الشهر نفسه عن إطلاق أول صاروخ فرط صوتي لها، وهكذا نعلم أن شهر حزيران الماضي كان مهما على صعيد الصواريخ فرط الصوتية، فقد أعلنت فيه دولتان هما إيران وفرنسا عن امتلاك ناصية انتاج الصواريخ فرط الصوتية، من جانب آخر أصبحت فرنسا العضو الرابع الدائم في مجلس الأمن الذي يمتلك الصواريخ فرط الصوتية بعد روسيا والصين وأمريكا، أما العضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن الذي لم يظهر حتى الآن في ميدان الصواريخ فرط صوتية فهو بريطانيا، ويعدُّ هذا الميدان من الناحية الإستراتيجية ساحة جديدة لسباق التسلح.
وتشير المعلومات المنشورة عن الصاروخ الفرنسي فرط الصوتي إلى أن سرعته أكثر من 6175كم/ ساعة، أي أكثر من خمسة أضعاف سرعة الصوت، وهذا كلام عام، فالصواريخ لا تُسمّى بفرط الصوتية إلا إذا كانت سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت فأكثر، أما اسمه فهو: في ماكس (Vemax) وقد استغرق العمل في هذا المشروع الاستراتيجي أربع سنوات، فقد كان الإعلان عن إطلاق مشروع (في-ماكس) قد جرى في كانون الثاني/ يناير 2019 وفي حينها قالت وزيرة الدفاع الفرنسية آنذاك فلورانس بارلي (إن العديد من الدول تمتلك هذه التكنولوجيا، ولدينا جميع المهارات اللازمة لتحقيق ذلك، ولا يمكننا الانتظار أكثر)، وكان إيمانويل شيفا، رئيس المديرية العامة للأسلحة لمجلس النواب الفرنسـي قد قال في فبراير/ شباط الماضي: (إن التجربة الأولى ستنفذ قريبًا جدًا، وإن الهـــــدف من المشروع المسمى Vemax هو إدخال فرنسا في عصر الأسلحة فرط الصوتية)، وأصدرت فرنسا قبل إطلاق صاروخها فرط الصوتي الأول تحذيرات لحركة المرور الجوية والبحرية العالمية عبر المحيط الأطلسي، وحدد التحذير مدته من 26 إلى 30 حزيران/ يونيو الماضي.
وإلى جانب الدول الخمس المنتجة للصواريخ فرط الصوتية، تقوم دول أخرى هي: بريطانيا وأستراليا وألمانيا وكوريا الشمالية والهند واليابان، بالبحث في تكنولوجيا هذه الصواريخ حاليا، ويمكن للصواريخ فرط الصوتية، التي تمثل طفرة ذات أبعاد هائلة، بسبب ما تمتلكه من إمكانيات غير اعتيادية وغير مسبوقة، من تغيير قواعد اللعبة في حروب المستقبل، فهي الصواريخ الأكثر سرعة والأقدر على المناورة من بين جميع الصواريخ المعروفة في العالم، وتعدُّ أسلحة رادعة ماحقة، وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال تعليقا على إطلاق الصاروخ الروسي فرط الصوتي (الكينجال ــ الخنجر): (إنه سلاح ساحق، يكاد يكون من المستحيل إيقافه