-1-

الانسان الصالح أعظم قدراً مِنَ المَلَك ، لأنه انتصر على شهواته كلها بينما لم يكن للملك شهوة .

-2-

وقد ينحدر الانسان الى سفوح الدناءة فيضاف الى قائمة شياطين الجن والانس .

-3-

ومن مصاديق الدناءة الاسراع الى الاستحواذ على ما ائتُمن عليه ، والتصرف باموال غيره تصرف المُلاّك بعيداً عن مقتضيات الشرع والأخلاق .

-4-

ومن المفيد أنْ ننقل لكم ما سجلّه التاريخ عن رجل كلّفه امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) بانْ يُمسك براحِلَتِهِ وقدهَمَّ بدخول المسجد حتى يعود ،

فطمع الرجلُ باللجام

فأخذه وانصرف .

فلما خرج امير المؤمنين (ع) من المسجد وجد البغلة بَغِيْرِ لجِام ،

والرجل قد انصرف عنها .

وكان الامام (ع) قد وضع بيده درهمين ليدفعهما اليه مكافأةً له، فدفعهما الى أحد غلمائه ليشتري بهما لجاما ، فرآى الغلام ذلك الرجل وبيده اللجام يبيعه فاشتراه منه بدرهمين وجاء به الى الامام (ع) ،

وأخبره بالخير .

فقال الامام (ع) :

( انّ العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر ، ولا يزداد على ما قدر عليه )

أرأيت ماذا صنعت الدناءة بصاحبها ؟

انه لم ينل الاّ الدرهمين الذين هما ثمن لجام راحلة الامام (ع) .

وقد وصلا إليه حراماً اذ خان الامانة ، واستحوذ على اللجام وباعه ،

بينما كان الامام (ع) قد قرر دفع الدرهمين مكافاةً له والفرق بين الحالتين كبير وكبير للغاية .

فأين الحلالُ مِنَ الحرام ؟

واينَ الطيّبْ مِنَ الخبيث ؟

واين الامانة مِنَ الخيانة ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *