مؤكد أن الكثير من القراء سيزعلون من إعلاني عن أمر ظل حبيس صدري؟ وأظن أن رقمهم كبير!.
وهذا الأمر يتعلق بتبادل التهاني بالمناسبات، كعيد الأضحى الذي حلّ قبل أيام قليلة، ففي السابق كانت الزيارات الشخصية هي السائدة، وما أحلى أن تلتقي أسر
قريبة عليك، وأصدقاء تقضي معهم أجمل الأوقات في أحاديث إخوانية رائعة، فالعيد فرصة لتجديد العلاقات الأسرية، وبه نلتقي بالإخوان والأصحاب ونتبادل التحيات والتهاني، ويتمنى كل واحد منا للآخر عيداً سعيداً، وعمراً مديداً.
لكن هذه الحالة خفتت، وربما تلاشت، وبذلك فقدنا حالة التواد والألفة، وحل محلها أحاديث الموبايل لتشكل انتكاسة إنسانية في التواصل الاجتماعي (واتساب، تويتر، فايبر .. الخ) : ابن يهنئ أباه ووالدته بالهاتف، وأخ يبارك لأخيه بالهاتف، وزاد الشرخ، فباتت رسائل الموبايل، تتسيد مشهد التواصل الاجتماعي (الهلامي ) فهي أرخص،
وينتقل الحال إلى (الفيس بوك) وبقية وسائل الاتصال، وبدأ أول الأمر بتهاني البعض، للبعض الآخر بالأسماء، فيحس المرء أن هذه التهنئة له
فعلاً، فيتفاعل معها بالود، والرد، ثم اتسعت رقعة البعد النفسي والأخوي، فأصبحت التهاني تشبه اسقاط فرض، فيذهب البعض إلى عمنا (غوغل) ليختار باقة ورد أو فيديو، ويبعثه إلى الجميع من كبسة زر واحدة لتصل في لحظات إلى الأصدقاء الأحياء والأموات!.
وأمامي هذا المثال : صديق شاعر، أرسل لي صورة من (غوغل) للتهنئة، أردتُ استفزازه، فكتبت رداً باسمه مع عبارات الشكر، ثم أجابني بصورة كاريكاتيرية فيها عبارة (الله يسعد قلبك)، هذا شاعر، فما بالكم بأصدقاء آخرين!.
ألا ترون معي أن تهاني العيد فقدت ضوعها الفواح، و لا سيما حين تصلك تهنئة عامة، إلى بريدك الخاص وأنت تدرك أنها ليست لك، بل للجميع، فالخاص خاص!.
كم أتمنى أن تكون التهاني على العام، فهي أكثر تعبيراً، وأدق مصداقية، عذراً لصراحتي، فأنا أحب الجميع، وأقدر مشاعرهم وتعرفون، أنني لا أبعث تهنئة إلا موشحة باسم المرسل إليه فذلك عنوان المحبة.
———————————

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *