لا يغيب عن بال احد كثرة انشاء المراكز التجارية او ما يسمى بالمولات في بغداد خاصة … فلم تمر في اي شارع رئيسي او تزور محلة بغدادية ، الا وتجد مول واحد او اثنان وهذه المولات تم بناءها بكلفة عالية لضخامتها وبعضها بالاشتراك مع مستثمرين اجانب وكذلك كبر المساحات المشيدة عليها ناهيك عن قيمة تلك الأراضي العالية لكون هذه المساحات تقع في مناطق مهمة من بغداد ..ان اهم النشاطات في هذه المراكز هي نشاطات استثمارية يزاول اصحابها بيع البضائع على عن طريق دكاكين التي هي غالبا ماتكون بضاعة متوفر مثلها في الأسواق المحلية وليس من ماركات عالمية معروفة كما يحدث في المولات الموجودة في الخليج على سبيل المثال بإستثناء بعض الشركات التركية لبيع الملابس وهي الاخر موجود بنطاق واسع في مناطق بغداد كماكسيمول و كويكس وهذا يعني ان حركة التجارة ونسبة القبول على تلك المولات من قبل المتبضع العراقي ضعيفة خاصة أن الأسعار عالية نسبة إلى ما موجود في الأسواق المحلية وذلك بسبب الإيجارات العالية ..ناهيك هنالك نشاطات خدمية مثل تقديم الطعام او المشروبات الساخنة والباردة وبعض الألعاب للهو خاصة للأطفال هي ايضا مرتفعة الاسعار ..ان قسم من هذه المولات لضعف الحركة فيها أدى إلى تعرضها إلى خسائر مادية لكون الواردات لا توازي حتى المصروفات العالية المتاتية من تغطية جزء من نفقات البناء ومصروفات الكهرباء للتبريد وحركة المصاعد والانارة واجور الموظفين والحراس ..الخ ، فما بالك بعدم تحقيق اي هامش ربح مما اظطر بعضها على غلق النشاط الاستثمار كما أعلن مؤخرا عن غلق نشاط مول النخيل وتحويل نشاطه إلى مجال اخر يقال فتح مدارس اهليه كما اشيع . على القطاع الاستثماري ان يدرس جيدا الجدوة الاقتصادية إلى اي مشروع وبما يتناسب مع القدرة الشرائية للمتبضع العراقي الذي هو يعاني ضيق اقتصادي في حالة انشاء اي مول كما على المستثمرين العمل في مجال الصناعة ومجال الزراعة والنقل بانواعه والبتروكيمياويات والأدوية والاسمدة وصيد الأسماك البحرية لتنشيط الاقتصاد العراقي ولتشغيل الايدي العامل العراقية بالتعاون مع الحكومات العراقية للنهوض بالاقتصاد العراقي وتحويله من اقتصاد ريعي نفطي إلى اقتصاد منتج متنوع المصادر .