جرت العادة ان اتابع يومياُ برنامج لعبة الكراسي على قناة الشرقية الاخبارية ، لفت نظري في الشريط الاخباري ( الستايتل ) لوتو الخيري، يبدو انه يانصيب ينصب ريعه لعمل الخير ، وهذا يعني مبادرة طيبة لعمل الخير الذي يشارك فيه كل من يسعى للخير ، ينال فيه الفائز مبلغ مالي مجزي يستعين به في الحياة إن ابتسم له الحظ ، من الوتو الخيري اخذتني الذاكرة الى عمود نشر لي في جريدة الزمان الغراء في عددها 5226 الصادر بتاريخ 6 \ 10 \ 2015 تحت عنوان ( يانصيب انشاء المستشفيات ) كان ايضا يانصيب خيري تقوم به جمعية الهلال الأحمر عندما كانت هناك دولة ونظام مستقر بدءاٌ من العهد الملكي حتى الغزو الأمريكي الغاشم ، كنا انذاك لا أحد منا يعرف الطائفية ولا المحاصصه والفساد ، واليوم عندما نتذكر تلك الايام يقول البعض ايام خير كان الوطن بستان ازهاره العرب ، الكرد ، التركمان ، والكل متحابين متصاهرين اخوان و للجميع مساهمات وجدانية ومساعي خير ، واليوم بعد ان انطلق الوتو الخيري نشعر بشيء من الاستقرار والنظر بعين تتطلع لما هو يقدم خدمة عامه تهدف لما هو خير يسهم فيه الناس دون النظر للربح والخسارة او باعتبار انها مقامرة ويحرمها البعض مثل الموسيقى والرقص والغناء دون النظر للهدف النبيل الذي سعت له الحكومات السابقة والحاجة كانت ملحة لإنشاء المستشفيات التي تقدم خدمات جليلة للمجتمع ، فتبنت جمعية الهلال الاحمر اصدار بطاقات يانصيب انشاء المستشفيات التي حفزت المواطن ليضع لبنه في بناء مستشفى من خلال اقتناء بطاقة كان سعرها انذاك 250 فلس بهذا المبلغ اليسير فتحت ابواب محلات متخصصة لترويج البطاقات ولازال البعض من تجاوز العقد السادس يتذكر الباعة المتجولين في الشوارع و الاسواق والمقاهي لكسب رزقهم في عموم البلاد وهذا يعني انها نافذة تمتص بعض العاطلين عن العمل ، انا كنت كل شهر اقتني بطاقة يانصيب وينتابني شعور مفرح من اني وضعت لبنة في بناء مستشفى مع علمي ان الحظ تعس لا يبشر بالربح ، واليوم ما أحوجنا للمساهمة بعمل الخير وبناء مستشفيات تقدم الخدمة للجميع واعتبار بطاقة اليانصيب ضرورة تفرضها الحاجة وليس حرام كما يدعي البعض والحرام هو الكذب والفساد ، المخدرات ، وكل ما يشكل خطر على الاخرين والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده والضرورات تبيح المحظورات ، ومن اضطر غير باغ فلا اثم عليه والله من وراء القصد . .