منذ ان قالت: “كل الشعب وياك يا سيد علي” وهي تتألق وتقول كلمتها في اوقات المحن.
فرات العراق، لذة للشاربين، ليش فيه شائبة يمكن ان تخشاها العوائل المحافظة على عقائدها واخلاقها. قد يصيبها الشطط او الاجتهاد الخطأ؛ غير انّها لن تذهب بعيدا، ولا يذهب عنها من يريد لأهله الستر والرقي والابتعاد عن الهبوط الاخلاقي والفكري.
الفرات فكر ومشروع، وهذا ما يجعلها تنقد ذاتها، وكل عضو فيها يمثّل راصدا جادا وصارما في تقييم اداء هذه المؤسسة، وهذه الصفة نادرة او منعدمة في باقي المؤسسات الاعلامية، ليس من باب المديح؛ انما هو التوصيف الدقيق لما يشعره المنتسب في هذه المؤسسة العريقة، فليس هناك قيمة اكبر من الانجاز.
الانجاز الذي يستحسنه اعضاء هذه الفضائية العتيدة هو القيمة، ولا يوجد لظاهرة (الطشة) في هذه الفرات موطئ قدم، قد تكون هناك بعض النوايا لممارسة هذا الاسلوب، غير انّ الرافضين له من داخل المؤسسة يستطيعون بناء ثقافة رافضة لذلك الاسلوب الرخيص وبالتالي يتعب من يذهب خلف (الطشة) ويجد نفسه منبوذا ولو بعد حين؛ فالغاية هنا اكبر.
وما هو اكبر من ذلك الفساد والابتزاز والكرامة، وهنا استطيع سرد عشرات الوقائع التي تشير الى نزاهة هذه المؤسسة، وكم شخص جاء يعرض خيراته وامواله علينا وتم احراجه بالرفض اللطيف وافهامه بأنّ الفرات ليست مكانا مناسبا لهكذا اساليب.
الاساليب والوسائل الاعلامية كثيرة، ونادراً ما يجد المواطن مؤسسة اعلامية تفتح له ابوابها بالطريقة التي يريدها. وهنا اتحدث عن كم هائل من الشرائح التي وجدت بالفرات رحابة لم تجدها في مكان آخر. جميع من يخرج من استوديوهاتها من ممثلي تلك الشرائح، يصبحوا اصدقاءً ليس لانهم طرحوا مواضيعهم ومشاكلهم عبر شاشة الفرات؛ انما لكونهم وجدوا فيها منبرا كأنهم جزء منه او مشاركين فيه.
شاركت الفرات زميلاتها من الفضائيات العاملة في الوسط العراقي، فنادرا ما تجد قناة فضائية ليس للفرات بصمة فيها من خلال الكوادر المنتشرة في الفضاء العراقي الذي برز من خلال الفرات الرائدة.
وبعد عقدين من محطات كبرى كانت الفرات فيها قائدة؛ استحقت هذه المؤسسة ان تكون “قناة العائلة العراقية”. فخطاب الاعتدال اصعب من خطاب الابتذال، والاعلام الذي يخاطب العقول اعقد من اعلامٍ يحكي عن المجهول، مجهول لا مصدر يثبته يريده ذلك الاعلام ان يكون حقيقة.