في جلسة شاي ، جمعتنا مع الاصدقاء المتقاعدين ، في مقهى شعبي بغدادي ، ايام قبل اطلالة عيد الاضحى المبارك ، والمتقاعدين كما هو معروف ، يمرون بظروف مادية صعبة ، جراء ازمة الدولار و ارتفاع اسعار المواد الغذائية والمعيشية ، ويتاملون بان يستلموا رواتبهم التقاعدية قبل حلول العيد ، لكن الامور جاءت عكس ذلك ، حيث اعلن رسميا ان توزيع رواتب المتقاعدين ، سيكون ما بعد ايام العيد ، مما زاد ذلك من هموم وضجر المتقاعدين و خيم عليهم مشاعر الخيبة والخذلان ، ماذا سيصرفون في ايام العيد ، وعوائلهم تريد والجيوب خالية ، وفي ظل ذلك الجو غير المريح ، بادر صاحب المقهى الى فتح جهاز التسجيل على اغنية قديمة تثير الشجون والمشاعر للمطربة الكبيرة الراحلة زهور حسين ( 1924 – 1964) وهي تصدح بصوتها العندليبي العذب ، ذات البحة الحنونة الرقيقة ، حيث استهلتها بابوذية قديمة حزينة من التراث الشعبي مطلعها يقول : (مرة مرة وزماني ما ضحك وياي مرة) ومع صوتها الحنين الحزين ، بدات اهات المتقاعدين الحاضرين ، تتصاعد ، بعدما ترقرقت عيونهم بالدموع ، وواصلت الراحلة زهور اغنيتها الرائعة : مرة ولك مرة مرة يا يابه يابه.. احذر من عدوك فرد مرة ، بويه احذر من صديقك الف مرة …. ثم اختتمت اغنيتها هذة ببسته شعبية تراثية مطلعها يقول :تعال اكعد وره الباب تعال وتعال اسمع اشيحجون تعال ، بويه جرح الكلب ما يدرون.وبدا الجلساء الحاضرين يرددون البسته الجميلة باصواتهم …وبعد ان انتهت الاغنية والبسته التي اراحتهم وخففت الحزن عنهم ، رفعوا ايديهم الى السماء ، يدعون من الله تعالى ان يهدي الحكومة ويلين قلبها على المتقاعدين المظلومين وان تبادر على زيادة رواتب المتقاعدين ، لمسايرة الارتفاع المتزايد باسعار المواد الغذائية والمعيشية .
وهنا انبرى المتقاعد السبعيني الطيب ، السيد فاضل ( ابا حيدر) مخاطبا الاصدقاء الحاضرين قائلا : لدي ديك هراتي ، مربي عندنا في البيت ، ساذبحه نذر لوجه الله تعالى ، اذا زماني ضحك وياي مرة وقامت الحكومة الرشيدة بزيادة رواتب المتقاعدين …ثم ردد الجميع باعلى اصواتهم : ان شاء الله ان شاء الله .