يمكن إعتبار عملية إعادة استخدام الملابس واللحفان القديمة في تصنيع الجودليات على انها إختراع عراقي نجح في أحتلال موقع متقدم ضمن قائمة متطلبات العائلة العراقية سواء في السفرات أو النزهات التي غالبا ماكان جرفي دجلة بكرخه ورصافته محطة لها برفقة جدر الدولمة أو البرياني واللوبيا وبعض الرگي والبطيخ إضافة الى ترمس الشاي وملحقاته أو من خلال استخدامها للنوم خلال نهارات الصيف الحارة حيث كانت تفرش على ارضية الهول وغيره من الأماكن التي تطالها النسمات الباردة القادمة من فوهة المبردة بما فيها الحَيّز البارد الواقع تحت الكرويتة المخصص لحفظ دنان الرگي !!

وقد نجحت الجودلية في إقصاء الحصيرة بشكل واضح من اغلب البيوت وذلك لعدة اسباب تتعلق بسهولة خزنها ورخص ثمنها وجمال منظرها البسيط ولكونها عِرْف ذلك انها صُنعت من ملابسنا القديمة التي ألفناها !!

الجودلية نموذج مثالي لعملية إعادة تدوير المواد التي تسمى بالانكليزي (ريسايكلنگ ) وقد سبقت بكثير ظهور المواد البلاستيكية المعادة التي غزت السوق أبان فترة الحصار حين صارت المنتجات الرخيصة من حيث النوعية والسعر تتصدر واجهة البسطيات التي انتشرت منذ ذلك الحين ولم تتوقف أو تتقلص الى الآن برغم كل المتغيرات التي جرت على الواقع العراقي !!

المُعاد منتج رخيص يصنع من مواد مستعملة لكن ليس كل مايعاد تدويره يمكن ان يكون مفيدا ونافعا كما في حالة الجودلية !!

بعيد عن السياسة قريب الى الحنين !!

مع قهوة الصباح

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *