منذ زمن طويل انتظر ان اكتب مقالاً عن العراق ولكنني كنت انتظر حدثاً سعيداً او اي خبر صغير يفرحني لكي يحثني عن الكتابة ولم أرد ان اتراجع عما قررته سوى ان البلد يتراجع كل يوم بفضل عودة قتل الناشطين وارهابهم من الاطار المنبطح لامريكا وايران زائداً سوء الادارة الحكومية في كل مجالات الحياة وكيف لا ، فهذا العراق تحكمه العصابات وللاحزاب المتنفذة دورها الكبير في الازمة الادارية ومنع تنفيذ القوانين السارية . العراق في مزاد فعلي وليت كان السعر باهظاً ، للأسف السعر بخس جداً والفضل في ذلك للشخصيات التافهة التي تدير أمور هذا البلد الكبير جداً على عقلياتهم الضحلة والمجرمة والتي لا تعرف سوى القتل والسرقة طريقة للحكم !. بعيداً عن قتل النشطاء واختطافهم وسرقة الميزانيات وانشاء العصابات المسلحة والتي تحمل أسماء مختلفة باختلاف قومية وطائفية التي تسمى احزاب خرجت لنا من قعر القمامة في دول الجوار ، تحاول هذه العصابات الى تدمير العراق منهجياً لحساب شركات مشبوهة او مصالح اقليمية تريد ان تربح من الشعب العراقي المتطلع لرؤية العالم والذي عانى الأمرين من هذه الدول قتلاً وتفجيراً بسيارات مفخخة او ارسال ارهابيين لقتل المدنيين العزل . الخطوط الجوية العراقية والتي تعتبر احد اهم واكثر الخطوط في منطقة الشرق الاوسط تاريخاً تتعرض حالياً لحملة غير مسبوقة لتدمير سمعتها بواسطة هذه العصابات التي تدير الخطوط من خلال شخصيات متخلفة لا تفقه شيئاً في عالم الطيران او ادارة شركات الطيران ولذلك يتعمدون وعن قصد عدم وصول طائرات الخطوط العراقية الى اوروبا عبر الاخلال باتفاقيات دولية او تأخير تنفيذ عقود مع شركات طيران لتسيير الرحلات المباشرة من بغداد واربيل الى اوروبا مستغلين نفوذهم وسطوتهم والتهديد بالقتل لكل صوت وطني يطالب بحقوق الخطوط العراقية والمغترب العراقي الذي يود ان يستخدم طائرات بلده ودفع مبلغ التذاكر لخطوط بلاده بدلاً من خطوط مشبوهة تابعة لاحزاب وشخصيات سياسية فاسدة معروفة . الخطوط العراقية التي كانت تسافر من المانيا مثلاً اربعة ايام اسبوعياً ذهاباً واياباً بشكل مباشر وكان المستفيد الاول منه ملايين العراقيين المغتربين والطلبة المبتعثين وكل من يريد زيارة العراق وآثاره والمراقد هناك ، اصبحوا يسافرون عن طريق خطوط اخرى ويدفعون مبالغ طائلة رغم التوقف في دول اخرى ، بينما الطائرات العراقية التي كانت ممتلئة بنسبة لا تقل عن تسعين بالمئة لا تعمل ، السبب ليس إلا ضمر الشر والحقد للعراق وشعبه من قبل شخصيات غير عراقية تحمل جنسيتها بعد 2003.