عظمة الامام علي عليه السلام تتمثل في انه شخصية واضحة ، سيرته كلها مدعّمة بالآثار والمخاطبات المؤثقة وليس بالروايات المفترضة حيث يشتغل المخيال الشعبي والغلو او البغض في مناخ الرواية أكثر من الاثر ، وهو الامام الوحيد الذي ترك كتابا وآثارا وحقائق عن معارك وتعاليم ودستور دولة وحِكَم وتجارب من انجازه الشخصي بنفسه وليس وحياً يوحى ، وعليه فان البحث عن علي الحقيقي سيجعل منه معجزة اهم من تصويره اسطوره .من حيث أنّ المعجزة تَحقٌّقْ فيما الاسطورةُ افتراضْ . لتتضح تاريخيا وليس ذهنيا القيم الاصلاحية الثورية الانسانية لعلي على الصعيدين العملي القيادي المباشر و الديني الايماني الغيبي معا ، خلاف ذلك إن علي عليه السلام ليس به حاجة الى التأويل او انشاء اساطير مفترضة عن سيرته وبركاته . ، فالانسان لايستفيد من السوبرمان بقدر ما يستفيد من الامام العادل الشجاع الحكيم ، وعلي الإنسان مفيد ومؤثر في الامة اكثر من علي السوبرمان . الاول يكرّم الإنسان وينصرٌ الدين الصحيح ويُقيم الفضيلة ويُنتج مجتمعاً فاضلاً ، مجتمعا لاينتجه السوبرمان الذي ينتظر اتباعه الكسالى عند باب العرش ليشفع لهم بغض النظر عن رذائلهم وخطاياهم.
علي الذي تربينا على سيرته انتزع دين العقل والحرية من دين النصوص المزورة وتاريخ الدين الملتبس . انقذ دين الأثر الصريح من دين الرواية والتخريف ،وميز للدنيا دين الروح والتطهير والتقوى من دين الدنيويين السِلعي ، دين فقهاء السوق الذين يحقنون المتعصبين بالاوهام ، ويبيعون الاطمئنان على الخائفين..