ساوضح بالدليل العلمي لماذا العقد الإيراني مع العراق مجحف ولم يراع المصلحة العراقية.
وهذا المنشور للعقول التي تحاول أن تفهم، اما الادمغة التي ترى في أن مصالح إيران ينبغي تسبق مصالح بلدها العراق فهذه لا نقاش معها.

اولا: العقد مع إيران يقوم على معادلة سعرية على النحو الاتي:
11% من معدل سعر نفط الخام برنت لمدة 6 اشهر + 0.08 لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
ولناخد على سبيل المثال أسعار اليوم فمعدل أسعار 6 اشهر الماضية هو 78 دولار و11 % من هذا السعر يساوي 8.6 دولار يضاف إليه 0.08 كما موجود في العقد فنصل تقريبا إلى 9 دولار في حين أن سعر مليون وحدة حرارية في السوق العالمي تساوي 2.6 دولار.

ثانيا: هذا يعني أن سعر المليون وحدة حرارية بريطانية، أعلى ب 3.5، ثلاثة مرات ونصف من السعر العالمي وهو ما أشارت إليه دراسة بريتش بتروليوم كما نقلته رويترز. وبينت فيه أن العراق يشتري المليون وحدة حرارية ب 11.23 دولار وفقا للمعادلة السعرية وقت الدراسة.

ثالثا : هذا يعني أن ربط سعر الغاز الإيراني بسعر النفط وبمعادلة سعرية 11%. من معدل 6 اشهر لنفط برنت هو ربط قد أضر بمصالح العراق لصالح إيران.

رابعا: وينبغي الانتباه إلى هذه النقطة وهي نقطة كارثية جدا أطاحت بمصالح العراق تماما حينما تضمن العقد صيغة غريبة محزنة
هي صيغة “take or pay”
اي بمعنى :
اذا العراق لم يكن قادرا على استلام الغاز الايراني بسبب عطل في المحطات او الانابيب الناقلة ، فعلى العراق دفع 90% % من الطاقة التصديرية للانابيب و ان لم نستلمها و بالمقابل لا شيء يترتب على الجانب الايراني اذا قطعت الغاز و بدون سابق إنذار.
في حين كان ينبغي أن يكون العقد على صيغة take and pay، الذي كان يحمي مصالح العراق ومعناه أن العراق سوف فقط ما يستلم من غاز.

خامسا: سبق لإيران أن قطعت إمدادات الغاز أرمينيا وتركيا وقت الصيف، رغم سدادهما جميع الاستحقاقات الإيرانية، وهذا يدل على أن انقطاع الإمدادات لا يتعلق بالتسديد مع العراق بل بحاجة إيران للغاز في الصيف للاستجابة للطلب المحلي المتزايد وعدم قدرتها على تنفيذ التزاماتها التصديرية وقت الصيف.

سادسا: نتيجة تكرار انقطاع الغاز الإيراني عمدت تركيا وأرمينيا مقاضاة إيران من جهة، والبحث عن مصادر بديلة حيث اتفقت تركيا مع أذربيجان على تزويدها بالغاز ودول أخرى بحيث تراجع الغاز الإيراني من أن يكون في المرتبة الثانية من الغاز المستورد إلى تركيا إلى المرتبة الرابعة.
وكان على العراق البحث عن هذه البدائل فضلا عن الإسراع في استثمار حقول الغاز العراق ومعالجة الغاز المحروق في الحقول النفطية

سابعا: استغرب أشد الاستغراب من بيان الإطار التنسيقي الذي وقف إلى جانب إيران ضد الولايات المتحدة وتحميل المسؤولية للاخيرة في قضية انقطاع إمدادات الغاز، وكان على البيان الدفاع على العراق ضد الدولتين فايران لا تحتاج إلى احد في الدفاع عنها لأنها ماهرة جدا في الحفاظ على مصالحها، وكان الأولى بالبيان الدفاع عن مصالح العراق اولا واخيرا.

تلك الحكاية والرواية لقصة عقد الغاز الايراني والنقاش مفتوح للجميع.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *