المغرب.
لا بأس أيتها الكلمات:
لا بأسَ أيتها الكلمات
لكِ أن تعصفي بهؤلاء الحمقى
الذين طال بهم اللّيل في معابدك.
لك أن تواري شمسا في جارور.
كرسي في شارع مهجور:
أجلسُ الآن قُبالةَ صفّ طويلٍ
من السّاعاتِ المستعادة.
الصمّتُ نَديمي
والقلقُ كرسيّ من الإسمنت
في شارعٍ مهجور.
تعال أيها الحزن:
تعالَ أيها الحزن
دع عنك الأرامل والفقراء
وزوجات الجنود
دع السجناء واليتامى
والذين خذلهم الحب.
تعال
ففي بيتي كأسان وطاولة.
الحياة:
الحياةُ لفافةُ حشيش
وأنا مثقلٌ بصخور ومجاديف
أرشو امرأة ماتت
كي تعود إلى حياتي
وأقيم لليأس مأدبة.
مقامرة:
أذرو هذه الكلماتِ في ريح.
تركتُ لهم كلّ شيء
وها أنا أزهو بالخسران.
أغنية في سهب:
أرفعُ أغنيةً حزينةً في سَهبْ
لأجل الذين خرج الفرحُ من بيوتهم
وأَوْصدَ الباب.
كأسان:
أنا مسبحٌ رومانيّ قديم
نسائي يرفعن اللذةَ إلى سماوات أخرى
وعلى مياهي تطفو الحسرةُ وتزهو.
عاريا أرفع كأسَ نحاسٍ من أجل غيمة
وأرفع كأسا أخرى من أجل خذلان.
لا عليك:
لا عليكِ
دعي هذه الصخور تتراكم في حجرتي
لن تحجب بهجةً مُستعادة.
لا عليك.
فأنا رجل يحضن حطام أيامه بزهو
ويقيم للخراب وليمة.
أنا رجلٌ يبتسم أمام كتيبة إعدام.
عربات الحنين:
أحدّقُ في شجرة أوكالبتوس
وأصغي إلى أغنية مُستعادة.
واجمٌ كما لو أني في بيتِ عزاء
بينما الحنينُ يدفع عرباتِه في طُرقاتي.
أين أنت أيها الحظ؟:
النافذة الوحيدة بلا سِتار
الموسيقى خفيضةٌ
والأضواء تغري.
الباب مفتوح على مصراعيه،
وفي البهو كرسيان ومائدة.
أين أنت أيها الحظّ؟
العالَم في خراب:
العالم في خراب
وأنا أرعى ماعزا في الجبل
وأفكر في شبّابتي التي تكسّرت
وفي فتاةٍ تعثرت برجُل آخر.
ظلكِ يسبح في مياهي:
أنتِ هناك
بين موجةٍ وموجة
فيما ظلّكِ يسبَح في مياهي.
ليت النّسيانَ عصفورٌ في قفص
ليت الصّبرَ خاتمٌ في يدي.
يدكِ:
يدكِ تومئ للجدران فترتعش
يدكِ تغري قديسا في عزلته
يدك تبيد كتيبة من الجنود
يدكِ تتهادى بين فرو وريش
وأنا في مخبئي
أرتجف من البرد والنسيان
كما لو أني شاعر شيوعي منبوذ.
مذياع الأب:
وحيدا
ومغبرا في الزاوية
مذياع الأب.
حياتي:
دحرجتُ حياتي
في أرضٍ مَشاع
وها لياليَّ دماملُ
ونهاراتي رُضُوض.
الشّاعر:
لا أفكّر في كلمةٍ ولا أستجْديها.
أقرعُ كأسا بكأس
فتندلقُ الكلمات.
عزلة:
أغني في زنزانة
وأرمي صنارة في بركان.
نهرع إلى النسيان:
مازلنا نسمع الأغاني القديمة
ونبكي لأجل الذين ماتوا.
وحين يشتدُّ البرد في أرواحنا
نعانق بعضنا طويلا
ثم نهرعُ إلى النّسيان.
الدمعة التي:
الدمعة التي ترتجف
في طرف عيني
لم تكن ضيما.
كانت سبعة عشر عاما
من المكابَرة.
جندي مُقعد:
ينظر إلى الوسام
فتسيل دمعتان من عينيه
الجنديُّ المقعد.
منادمة:
رفعتُ كأسا للحظ
لكنه دلقها على الطّاولة.
الحظّ رجلٌ هرِم خذلته امرأة.
على بابك:
يقفُ العالَمُ على بابكِ
كما لو أنّهُ أسيرُ حَرب.