في الذكرى السنوية لرحيل الشيخ الوائلي نستعيد محطات مشرقة متوهجة من فكر انساني حيوي ونوعي واتجاهات عالية في الراي المفتوح على اساس التنوير الاسلامي.
مع هذا الرجل العملاق استعادت اجيال من الشباب الوطني العراقي روحها الاسلامية ووعيها بالتاريخ والفكر واتجاهات الصراع السياسي والديني والاجتماعي والالتباسات الفكرية في الامة وقد كان له الدور الكبير في التعرف على هذا التاريخ وبه اكتشفنا مواقع اقدامنا ومواطن القوة والضعف ومستويات الارتفاع والهبوط والغوص بعيدا في ردهات هذا التاريخ التي فتح ابوابها هذا المربي والرائد الكبير .
لذلك لم يكن الشيخ الراحل عميد منبر حسيني فقط انما كان فقيها اسلاميا متنورا وكلمة الانسانية العليا التي تحمل قيم الحضارة والتجديد والذود عن سيادة الاسلام الذي كان يقدم نفسه في بدايات هذا القرن نظاما للحياة ومنصة للادارة السياسية عبر مظاهر واشكال وانماط فكرية وحركات تحررية وجمعيات اسلامية واصوات عالية حملت الاسلام صوتا مختلفا في خضم هذا الامواج الفكرية والمعرفية واحتدام المدارس الفلسفية والدينية والسياسية كان في مقدمتها صوت الشيخ الوائلي .
بناءا على ذلك اقول في الذكرى السنوية لرحيل هذا المجدد والانسان والفقيه والعالم الكبير: ان صوت الراحل ليس في حباله الصوتية بل في ارتفاعاته التنويرية ورؤيته الانسانية وقدرته على طرح النظرية الاسلامية بما يتناسب ووعي الجيل والحاجة الى مفردات واستنتاجات ورؤى وافكار وطريقة واسلوب في حياة الانسان مثلما يبعث في روح الجيل والاجيال التي تلت مرحلة الشيخ الوائلي سمو الاسلام في معناه ومحتواه وقيمته الحضارية ومدرسته العقائدية والاهم كيف نتسلح بالاسلام من دون اسلحة ونحمله الى العالم بشارة وسلاما ورسالة وقيمة عليا وكلاما لله وللناس اجمعين .