تركت على الرصيف
نظرة تائهة،
رائحةَ الفصول الفريدة في كف أمي
تركت عيوني تبحث عن منفذ آخر للضوء..
تركت كحلي،
امتلائي،
فراغي،
و صحوي الكسيح،
صباي البسيط،
وشمس الجنوب التي
استبدت بجلدي..
تركت دموعا على خد أمي،
ووجهي النحيل إلى حمرة العشق،
وصوتي الأجش..
تركت الصدى والمدى،
وارتعاشة جدي فوق الطريق،
ارتعاشة جدي غابة جلنار
تطرز فستاني الطفولي
بالأماني..
تركت ورائي جراحي تترى،
ورحت بعيدا بعيدا
كي يتمدد الفراغ كما يشتهي
فوق ظلي النحيل
أموت مرارا
وينجو الصمت من محاكمة الضمير
يكبر على نوافذي
تمد الصحاري خطواتها،
تتمدد كامرأة تتعرى
لتقطف ثمرة من حدائق الله،
وتمتحن بهجة النهايات…
أنا لا أجيد محاربة البتر
لكنني أستطيع تدوير شظايا الكلام
حتى تلين
نتوءاتها
تسقط فاكهة الكلام تباعا
يمتزج الضد بالضد
فتضيء القصيدة
وأرجع من جديد
لرصيفي الوحيد.