كثرت التصريحات حول مسألة تغيير النظام السياسي في العراق عام 2024 عن طريق تدخل قوات دولية وحدوث اعتقالات واسعة للكثير من السياسيين والمستهدفون بالتغيير تحديدا هم الاطار التنسيقي وقد بدأ الموضوع بقنبلة صوتية فجرها احد السياسيين رسم سيناريو مرعبا اربك حسابات قادة الاطار وتبع دوي هذه القنبلة تاييد بعض الكتاب والمحللين الذين عرف عنهم ادعاؤهم الاطلاع على كل شاردة وواردة ، صاحب ذلك تسريبات استخبارية مقصودة سربتها امريكا لبعض الجهات لكي تصل عن عمد لقادة الاطار التنسيقي ، كما ان امريكا اخبرت قادة الاطار انها ستقبل بهم اذا نفذوا شروط محددة وبعكسه فان ما سمعوا به لا مفر منه ، مع ان امريكا لا تستطيع مطلقا زعزعة الوضع العراقي قبل الانتخابات الامريكية التي ستجري في نهاية عام 2024 ، والحقيقة لا قوات دولية ولا امريكية ولا حرب ولا ضربات ولا غيرها فالأمر لم يكن سوى حرب نفسية استخدمتها امريكا وحلفاؤها ونجحت بها اذ سرعان ما ابتلع الاطاريون الطعم واداروا سياستهم اتجاه امريكا دورة كاملة واعطوا إشارات صريحة وواضحة على لسان ابرز قادته ان بإمكانهم التخلي عن الحشد الشعبي وكذلك التعهد بعدم التعرض للسفارة او المصالح الامريكية وغيرها من الالتزامات وساعد في تغيير هذه السياسة الاتفاق الحاصل بين امريكا وايران في المفاوضات الجارية حول الملف النووي في سلطنة عمان والذي تم الاتفاق فيه على تجميد البرنامج النووي الايراني مقابل الافراج عن الارصدة الايرانية التي تتجاوز المائة مليار دولار في انحاء متفرقة من العالم مع تبادل السجناء، لكن النقطة الاهم هي ما الذي ارادت امريكا تحقيقه من اهداف بهذه الحرب النفسية ، وما الذي تحقق منها ؟ وللاجابة فان خطة امريكا تتلخص بان التغيير ياتي بمرحلتين الاولى عن طريق الاطار نفسه في وذلك لكون الاطار يمثل القوة الحاكمة والمتحكمة فلذلك ارادت امريكا ان تستخدم سلطته في تفكيكه وتحقيق بعض المكاسب واهمها حل الحشد الشعبي وعلى مرحلتين الاولى تشمل حل الفصائل المسلحة المعروفة بالولاء العلني لايران وايقاف تمويلها والتي تخلت ايران عن بعضها ضمن صفقة الاتفاق النووي ، ووقف الدعم للمقاتلين العراقيين في سوريا وسحبهم والانسحاب من المعابر المشتركة مع سوريا التي تسهل عبور المساعدات الايرانية لحزب الله اللبناني وشروط اخرى منها ما يتعلق بكردستان وامتيازاته وفي حال رفض قادة هذه الفصائل المسلحة الاستجابة لطلب قادة الاطار فأن امريكا ستقوم بتصفيتهم بالاغتيال او بالطائرات المسيرة ، وبعد ان تنتهي من هذه الفصائل سيتم الاتجاه لحل المتبقي من الحشد الشعبي كمرحلة لاحقة ودمجهم مع القوات المسلحة الاخرى ودوائر الدولة، كذلك ترتكز الخطة الامريكية بزرع الفرقة بين فصائل الاطار واستخدام سياسة فرق تسد وايهام كل قائد من قادته بانهم يعولون عليه ويرغبون ان يكون هو الطرف الوحيد الذي يتعاملون معه فيحدث صراع فرض الارادات بين قادته، اما المرحلة الثانية فستكون بتاجيل انتخابات مجالس المحافظات وعدم تمكين الاطاريين من السيطرة عليها لحين اجراء انتخابات مجلس النواب والتي ستعيد امريكا تجربتها الناجحة التي قامت بها في انتخابات مجلس النواب في الانتخابات الماضية والتي تتمثل بأمرين : الاول اعادة تنشيط المجموعات التي تمكنت في الانتخابات السابقة من منع اي مرشح من مرشحي الاطار التنسيقي سواء كانوا مجتمعين او بقوائم متفرقة من وضع اللافتات والصور او اقامة المهرجانات الانتخابية والتي اثرت في الانتخابات الماضية تاثيرا كبيرا على النتائج ، اما الامر الثاني يتمثل باعادة تنظيم قوائم المرشحين المستقلين وعدم تكرار خطا الانتخابات الماضية الذي تمثل بتنافس المستقلين فيما بينهم في نفس المنطقة مما ادى الى تشتيت اصواتهم وحصلوا على خمسين مقعدا فقط بينما اصواتهم زادت على المليون وثمانمائة الف صوت والتي هي ضعف الاصوات التي حصل عليها التيار الصدري ومع ذلك حصل 73 مقعد مع انه حصل على 830 الف صوت بسبب التنظيم والتوزيع الدقيق لمرشحيه وتوجيه ناخبيه، وسيسبق الانتخابات تسليط اعلامي ضخم من مدونون وقنوات عراقية واجنبية وغيرهم على بعض ملفات الفساد المهمة جدا التي ستنسب لبعض مكونات الاطار التنسيقي وشخصياته لتسقيطهم انتخابيا ليستحوذ المستقلون على جزء كبير من مقاعدهم والتي قد تصل الى 80 مقعدا ليشكلوا الكتلة الاكبر سواء يمقاعدهم او بتحالفهم مع التيار الصدري لتبدا بعدها مرحلة جديدة ويستبعد الاطار عن تشكيل الحكومة باستثناء السيد عمار الحكيم وحيدر العبادي وسبلحق بهم الكاظمي. وبعدها تبدا مرحلة جديدة الله يعلم كيف ستكون صورتها