ان تصل متأخرا خير من ان لا تصل ابدا .
أفضت الحقبة الصدامية المظلمة لكوارث وهزات على كافة المستويات ، وكانت على مستوى التقييم اسوأ الحقب التاريخية التي مرت على العراق الحديث منذ تأسيس الدولة العراقية .
صدام الذي زج البلاد ورهن مقدراتها ،ودفع الشعب العراقي في دوامة من الحروب العبثية ليضيع حقوق العراق ويهدرها متنازلا عن ارضه وسمائه برعونة مطلقة ،فمن كارثة الى اخرى ومن حرب الى حرب ثانية ،حتى وصل خيمة سفوان ووقع من خولهم للتفاوض مع الاميركيين على ورقة بيضاء مهزوما مدحورا ،واقصى طموحاته ان يبقيه اسياده في كرسي الحكم .
صدام وحزبه وحكومته البائسة تنازلوا عن اراضي العراق ورهنوا مستقبله وضيقوا منافذه البحرية ،وذاك لم يكن الا نتاج حماقاته ومغامراته ،فوهب رويشد للاردن وحفر الباطن للسعودية والمطلاع وما تلاها للكويت ،ناهيك عن خور عبد الله وبوبيان وصولا للتضييق على ميناء ام قصر ،مواصلا خنوعه وتنفيذه لقرارات اممية وارادات دولية هزمت غروره وغطرسته شر هزيمة .
ان الخوض بتلك القرارات والطعن فيها ومحاولة اعادة ما تم استقطاعه من اراض وسواحل عراقية لصالح الكويت لن يسترد بالعنتريات ،وخيرا فعل وزير النقل السيد رزاق محيبس السعداوي بفتحه هذا الملف الحساس الهام للغاية ،لان العراق يحتاج لمراجعة تلك القرارات واستعادة ما يمكن استعادته بالطرق الدبلوماسية وخير دليل على نجاح مساعي البلدان عبر هذه المؤسسات الدولية ،هو ماحققته مصر باستعادة طابا وانتقال جزر تيران وصنافير من مصر للسيادة السعودية ،اما المعترضين والمشككين لدوافع واسباب شتى فعليهم ان ينتظروا ما سيحدث ويدعموا ولو بكلمة هذا الملف الوطني ،لاجل ان يكون لبلدنا صوت وجبهة داخلية متماسكة داعمة ،كما ان على الباحثين والقانونيين مناقشة كل تفاصيل ما تم اقراره باطلا في مجلس الامن بحق العراق واهله ،ويمدوا الحكومة بالخرائط والوثائق التي تؤكد عراقية هذه الاجزاء المقتطعة ،المستندة لرواية بائسة تقول ان مندوب بريطانيا برسي كوكس قام برسم خط الحدود العراقية الكويتية بعصاه التي يتكأ عليها واي حدود تلك التي تحددها عصا صغيرة للمستر كوكس .
حجية الطعن القانوني بقرارات مجلس الامن تحتاج لأكثر من الامنيات وهو ما يدركه وزير النقل السيد السعداوي و الحكومة العراقية ،وما نبتغيه حقا ان نقنع العالم بالظلم الفاحش الذي لحق بالعراق بسبب نزوات نظام طاغوتي ،وحجج وترسيمات لم تراع حقوق اجيال عراقية لاذنب لها بتلك المغامرات الطائشة ،وهنا لابد ان نحيي هذه الارادة التي سلكت طريقا شائكا صعبا ،لكنها تجد احقية العراق هما ينبغي مراجعة مبرراته والاعتراف به حقا صارخا للعراقيين ،فمرحى للساعين وكل العاملين على دعم هذا الجهد الخير لاستعادة حقوق شعبنا ،فأثارة موضوع بهذه الاهمية وتحويله لقضية رأي عام امر يستحق الاشادة والثناء .